الرئيسية » أعمدة » عندما تنعدم الأخلاق.‎

عندما تنعدم الأخلاق.‎

تدرجت في هته الحياة على مناحي كثيرة أدركت من خلالها الكثير من القواعد والأفكار المصنوعة . ولجت  السلك الابتدائي من التعليم وتعلمت شعرا يحث على القيام للمعلم لوفائه تبجيلا لأنه كاد ان يكون رسولا.وتعلمت وآنا بالسلك الإعدادي أن الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا. وتعلمت أن الصحة كنز لا يفنى وان الرحمة بعد الله توجد بيد الطبيب.

وتعلمت وآنا بالجامعة أن الدستور هو أسمى القوانين وان القانون هو الإطار الذي ينظم الحياة العامة والخاصة وان سمة الديمقراطية مطبوعة بفصل السلط .
تعلمت أن القوانين تستمد شرعيتها من مصادر وضعية وأخرى دينية ،وان اللعنة تنزل على الراشي والمرتشي والرائش أي الوسيط بينهما.
وهكذا استمر بي الحال وآنا طالب أتلقى المبادئ والقواعد والتوجهات إلى حين أنه خالني الظن أنني أنعم بمبادئ المدينة الفاضلة.
قدر لي أن انخرط في عمل مهني وأردت أن أطبق ما حصلته  أثناء الدراسة ظنا مني أن السفينة تمخر في بحر الحق والعدالة والديموقراطية، لكنني اكتشفت نفسي أبحر في الاتجاه المعاكس.
اكتشفت عالم المضاربة في التعليم والصحة والتشغيل. المال ولا شيئ غير البحث عنه بكل الوسائل باستعمال النصب والرشوة والابتزاز واستغلال النفوذ وشراء الذمم والاتجار في الممنوعات.
الأحزاب تتصارع لاكتساب مواقع خدمة لمصالحها غير آبهة بدورها المحوري  في تأطير منخرطيها وزرع روح الوطنية فيهم، بل إنها استغلت أعلى المواقع الدستورية لتحولها إلى ساحة صراع لتصفية الحسابات مع منافسيها وذلك لانتزاع موقع انتخابي لفائدتها .
العنف سمة داخل الأحزاب إذ انتقل الصراع من الفكر إلى التراشق بالشتائم والصحون والاتهامات وغيرها. ما هي النتيجة يا ترى؟
استفحال ظاهرة الاستغناء الفاحش في صفوف فئة وتدني مستوى العيش لذا الأغلبية وانتشار الفساد وتقلص مستوى الأمن والائتمان عل حياة ومال المواطنين.
كيف الخلاص وقد يئست النفوس من تكرار اسطوانة إصلاح العدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة وغيرها من الشعارات الاستهلاكية؟
أين نحن مما درسناه وتعلمناه .
هل صدق من قال في سياق المثل الشعبي” إن التعلم في الصغر كالنقش على الحجر والتعلم في الكبر كنغز الحمار”.
كيف السبيل إلى تصحيح المسار ياترى؟
فالنتيجة شأن  سببه جماعة المتحزبين ومن يقودهم والذين يختارون دوما شعارات وبرامج هي والحلم سيان.
هل تلقينا نفس المبادئ والشعارات بنفس المدارس التعليمية أم أنهم اخضعوا لبرامج أخرى بمؤسسات نجهلها؟
عموما ،عندما يموت الضمير الإنساني تنعدم المسؤولية وينتشر الفساد .

 

نوزالدين حداد

عن أخباركم

شاهد أيضاً

فاعل جمعوي مهنة من لا مهنة له

إستفلحت ظاهرة تأسيس جمعيات المجتمع المدني ، وتنوعت مكاتبها المسيرة بين الصالح والفاسد ، و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *