وأنا استمتع بالاستماع إلى إداعة وطنية؛ تم إدراج اغنية شبابية لمجموعة ناس الغيوان يقولون فيها:” فين غادي بيا خويا فين غادي بيا”.
كلمة” خويا “هي صفة لا تعني أحدا بالذات ،وبالتالي فهي تنطبق على الجميع أفرادا وجماعات.
تصورت هته الكلمة حزبا يسير إلى المجهول ويريد اجترار كل من صادفه في طريقه أسوة بالتسونامي غير آبه إلا بمصالح الشخصية ضاربا عرض الحائط المصلحة الوطنية.
للأسف أن بعض الأحزاب أصبحت لا تميز بين الصالح والطالح في إطار حملاتها الانتخابية المبكرة، ولا يهمها ما يفرضه القانون من احترام تواريخ الحملات الانتخابية أو الأدن بالتظاهر أو التنكيل والسب والقدف في حق المنافس،أو توظيفها لوسائل التواصل الاجتماعي لفبركة وقائع أو معطيات والكل بهذف تحقيق الغاية الذاتية لفائدة الحزب ولا أحد غير الحزب.
حقا هي المنافسة على احتلال المراتب الاولى، لكن يجب أن تكون هته المنافسة شريفة ونبيلة طابعها وضع تقييم شامل لعمل الحكومة الحابقة وإبراز الاختلالات في التدبير والتسيير وغيرها ،وبالمقابل عرض برنامجها الواقعي والذي ينسجم والوضع الاقتصادي للبلد وكذا إمكانياته وكذا وضع ميثاق شرف لتحقيقه.
لكن وبكامل الأسف أصبحنا كمواطنين ولسنا كقطيع نتابع عبر الشارع والجرائد ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة وعبر وسائل الاتصال الاجتماعي مجرد تبادل الاتهامات والقدف والتشفي وبالتالي خرجنا عن إطار البرامج الانتخابية المقنعة إلى تطاحنات لتصفية حسابات شخصية يبقى معها المواطن هو الضحية الأول والأخير.
عبر الفايسبوك سمعت محتجين بالشارع العام ينعتون السيد بنكيران ب” الشفار”.
إذا كان الأمر كذلك فالسرقة طالت المال العام الذي هو حق لجميع المواطنين كونه مستخلص من دخلهم ومالهم وهو ما يجعل هذا المواطن الذي يتوفر على دليل رفع دعوى قضائية للمطالبة بالعقاب واسترجاع ما تمت سرقته.
كفانا استهتار فالخطاب موجه إلى مستويات فكرية مختلفة والانتخابات هي محطة اختيار تنبني على القناعة الذاتية للفرد وليس على المزايدات والمساومات وتبادل السب والقدف وتوجيه الاتهامات والنبش في خصوصيات الشخص.
للأسف الصراع الانتخابي أصبح في موقع مناوشات فردية أبطالها الأمناء العامين لأحزاب ولا تتعلق ببرامج هته الاحزاب كهياكل منظمة ومؤطرة وهو ما يذكرنا بملاسنات سوق عكاظ.
ارحمونا أيها السادة واعرضوا علينا برامجكم وآرائكم المستقبلية ومذا إمكانية تحقيقكم لهذه البرامج في ضل أوج الأزمة الاقتصادية التي يمر منها العالم والذي يعتبر المغرب جزء منه.
أوفونا بحجج تبين جسم جريمة السرقة التي اتهم بها أشخاص علما بأننا عشنا محاكمات قضائية سابقة كان أبطالها مسؤولون من أطياف حزبية مختلفة.
كفانا عبثا فلسنا في موقع العبث ، ومن أفرزته صناديق الاقتراع بشفافية سيكون الأجدر والمرحب به ،إذاك سنوفر له وعقولهم الشخص المناسب في المكان المناسب.
نور الدين حداد