إن المهرولون واللاهثون وراء غنائم القضية الفلسطينية والذي أفزعهم التطبيع مع إسرائيل نسألهم سؤالا واحد ووحيد فماذا قدموا لها بالمقاطعة . بكل تأكيد لاشيء زبر. كل مناسب لقضية جازتهم بالتواصل مع إسرائيل بدء بمكتب ديفيد وصولا إلى أتفاق أوسلو اتفاق مدريد . هل هناك اتفاق حازوه أوعمل بطولي قاموا به اللهم النفخ في المزامير وسلخ الجلود
تَعتبر المملكة المغربية قضية الصحراء قضيتها الوطنية الأولى منذ أكثر من 45 عاماً، ومحدداً أساسياً لأجندتها الديبلوماسية وتحالفاتها الدولية. ويتنازع المغرب إقليم الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية السابقة، مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر واللتين تسعيان لإقامة دولة مستقلة في الإقليم وتطالبان باستفتاء لتقرير المصير، وهو ما عجزت عن تنظيمه الأمم المتحدة لحد الآن بسبب صعوبة تحديد الكتلة الناخبة في منطقة صحراوية مفتوحة كان يقطنها الرحل بالدرجة الأولى.
الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يشكل ضربة قاسية لأطروحة البوليساريو والجزائر وتتويجاً لسلسلة من المحطات التي عمل فيها المغرب بتدرج على تعزيز وجوده في الإقليم المتنازع عليه، كان آخرها تدخل الجيش الملكي في منطقة “الكركرات” العازلة، بعدما قطع ناشطون من البوليساريو المعبر الوحيد الذي يربط المغرب بموريتانيا وإفريقيا. تدخلٌ وصفه المغرب في حينه بـ”غير الهجومي”، راقبه ممثلون عن مينورسو (بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية). بعدها أعلنت جبهة البوليساريو انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في العام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين وهي تصدر بيانات زائفة شبه يومية حول هجمات عسكرية تقول إنها تستهدف الجدار الأمني المغربي الممتد على طول 2700 كيلومتر، هجمات من الصعب التأكد منها
إذ اعتمدت واشنطن خريطة رسمية جديدة للمغرب تضم الصحراء الغربية ، قدمها رسمياً ديفيد فيشر السفير الأمريكي في الرباط الذي قال بالمناسبة: “يسعدني الليلة أن أقدم لكم الخريطة الرسمية الجديدة للمملكة المغربية التي ستعتمدها الحكومة الأمريكية”. ونقل الحساب الرسمي للسفارة على موقع فيسبوك عنه القول “هذه الخريطة هي تمثيل ملموس للإعلان الجريء للرئيس ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”. وأضاف السفير “أسعى لتقديم هذه الخريطة كهدية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقديراً لقيادته الجريئة ولدعمه المستمر والقيِم للصداقة العميقة بين بلدينا”. الموقف الأمريكي أغضب البوليساريو والجزائر
الصفقة المغربية الإسرائيلية لم تكن مفاجئة ولا مثيرة كما قدمها ترامب وصهره، إذ يرتبط البلدان (المغرب وإسرائيل ) بعلاقات تاريخية جيدة منذ عقود”. وهذا ما يذهب في اتجاه ما أدلى به وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية حيث قال إن العلاقات بين المغرب وإسرائيل كانت “طبيعية أصلاً” قبل تغريدة الرئيس دونالد ترامب. وأضاف بوريطة “من وجهة نظرنا، نحن لا نتحدث عن تطبيع لأن العلاقات كانت أصلاً طبيعية، نحن نتحدث عن استئناف للعلاقات بين البلدين كما كانت سابقاً، لأن العلاقة كانت قائمة دائماً. لم تتوقف أبداً”.
للتهكم”، إيجابي جدا بالنسبة للمملكة، حيث اتفقت أعداد من الشخصيات الفاعلة دوليا، على أن الأمر يتعلق بتجاوز خطير لأعراف الجوار والتاريخ والروابط المشتركة، وصدر عن إعلام في الحضيض، في مقابل قوة الجسم المغربي.
وأدرف ”السخرية انقلبت عليهم، وصاروا يتصدرون عناوين أخبار التفاهة والعبث ومجانبة الصواب، والإعلام الجزائري الرسمي، يصنف الآن على أنه سوق لكل أنواع الكذب والتفاهات”.
ولفت الانتباه إلى أن ورقة أبواق ”البروباغاندا اليائسة”، التي طالما استعملها حكام الجزائر، ضد المغرب قد احترقت، وأن الدولة التي تفتقد لمقومات الديمقراطية، معنية بالالتفات لشعب غاضب، يطالب بإلحاح بحقوق مهضومة طوال عقود، بدل مهاجمة بلد قادر على التعامل بحزم، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، في مواجهة التزييف والافتراءات.
لحسين بوسبعة