احتفت الدورة 15 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء اليوم الأربعاء، بالمخرج الكوري الجنوبي بارك شان ووك، الذي يعد أحد أركان الصناعة السينمائية على الصعيدين الآسيوي والعالمي.
وعاد بارك شان ووك إلى مراكش على منصة التكريم، تقديرا لسلسلة من الأعمال السينمائية القوية التي اكتست طابع العالمية، بعد أن شارك كعضو لجنة تحكيم في الدورة 13 للمهرجان، تحت رئاسة المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي.
وفي شهادتها حول مسار المحتفى به، اعتبرت نجمة السينما المستقلة بالهند، ريشا سادا، أن تكريم هذا السينمائي اعتراف بأسلوب إخراجي مدهش بصريا، واحتفاء برؤية تراهن على كشف الطبيعة العميقة للكائن البشري.
وأضافت ريشا سادا، وهي عضو في لجنة تحكيم الدورة 15 التي يرأسها المخرج فرنسيس فورد كوبولا، أن المهرجان محق في تكريم فنان يقدم روائع سينمائية “تحررنا داخليا”.
من جهته، قال بارك شان ووك إن حياته تشبه حياة النساء في الماضي البعيد، “ما أن تضع مولودا حتى تنتظر مولودا آخر”، في إشارة إلى انشغاله المتواصل بالبحث عن أفكار أصيلة لمشاريع جديدة.
يذكر أن بارك شان ووك من مواليد 1963 في سيول، درس الفلسفة في جامعة سوكانك، حيث أسس النادي السينمائي “عصابة الفيلم”، كما اهتم عن كثب بنظرية السينما.
بعد تأليف وإخراج فيلمين لم يكتب لهما النجاح المنشود، حطم فيلمه الروائي الطويل “المنطقة الأمنية المشتركة” كل الأرقام القياسية المتعلقة بشباك التذاكر في كوريا الجنوبية سنة 2000، كما شارك في العديد من المهرجانات الدولية، منها مهرجان برلين ومهرجان الفيلم الآسيوي بدوفيل، حيث حصل على الجائزة الكبرى سنة 2001.
وفي 2004، فاز بفيلمه “الفتى العجوز” بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي 2004. كما حصد فيلم “انتقام سيدة”، على جائزة أسد المستقبل وجائزة الابتكار في مهرجان البندقية سنة 2005. وعاد للتويج بجائزة لجنة تحكيم مهرجان كان عام 2009 بفيلمه “عطش”.
ينظر إلى أعمال هذا المخرج الفذ على أنها ذات وتيرة مكثفة تجمع بين غنائية بصرية وشظايا عنف صادم وقوة عاطفية. وقد بات المخرج معروفا في جميع أنحاء العالم برؤيته الذكية لقسوة الإنسان والتدمير والانتقام، وبأسلوبه البصري المشرق.
يذكر أن سلسلة الفعاليات التكريمية لنجوم السينما في إطار التظاهرة ستختتم بعد غد الجمعة بتكريم النجم الأمريكي ويليام دافوي.