انتشار السلع المقلدة والمغشوشة في أسواقنا يشكل خطراً كبيراً على الإنسان والبيئة والاقتصاد بوجه عام، فهو من ناحية يسهم بتأثيره السلبي في السلع الأصلية النظيفة والجيدة المطابقة للمقاييس والمواصفات من الأسواق كنتيجة حتمية يلجأ إليها أغلب التجار أصحاب المنتجات الأصلية من أجل مسايرة السوق واللجوء إلى المقلد حتى لا تزيد خسائرهم بعد أن وجدوا أن توفر السلع المقلدة بهذه الكثافة في الأسواق يتسبب في كساد بضاعتهم وتكبدهم لخسائر باهظة
ويرى مختصون أن انتشار السلع المقلدة والمغشوشة وغير المطابقة للمواصفات والمقاييس، بهذه الكثافة يعود إلى أسباب عدة منها قلة الوعي لدى المستهلك، وضعف دور المؤسسات التي من المفترض أن تتابع وتراقب ، كذلك الجشع المادي وضعف الوازع الديني لدى بعض من المستوردين والبائعين، وجشع بعض أصحاب السلع الأصلية، ورخص ثمن السلع المغشوشة، وضعف الرقابة والعقوبات بحق الموردين والبائعين المخالفين.
ويرون أن قلة وعي المستهلك تؤدي إلى تحمله معظم الآثار السلبية المباشرة سواء على صحته، عندما تكون السلع غير صالحة للاستهلاك الإنساني ، أو على سلامته عندما تكون غير مطابقة للمواصفات والمقاييس ، فالسلع المقلدة أو المغشوشة سريعة التلف، فيضطر المستهلك إلى شراء سلع بديلة، وهذا يؤدي إلى زيادة الصرف الاستهلاكي وفقدان المال.
فمن عيوب السلع المقلدة والمغشوشة التي لا يعرفها المستهلك جيداً هي أنها تفتقد إلى الأداء الجيد وقصر عمرها الافتراضي، إضافة إلى صعوبة صيانتها، ويبلغ حجم الخسائر الناتج عن الغش التجاري ملايين الدراهم منها على سبيل المثال قطع غيار السيارات والأجهزة الإلكترونية والكهربائية، والأدوية والمواد الغذائية، والساعات وغيرها فتزداد حوادث السيارات التي تزهق أرواحاً بريئة بسبب الإطارات وقطع الغيار غير الأصلية بسبب قلة الوعي لدى المستهلك باستخدام قطع مقلدة وغير أصلية، ونسبة من الحرائق تقع بسبب استخدام التوصيلات الكهربائية المقلدة الرخيصة الثمن، وطال الغش جهاز قياس مستوى السكر في الدم، وجهاز قياس ضغط الدم، فيعطيان نتائج عكسية.
خطر السلع المقلدة والمغشوشة على الإطلاق تتمثل في الأدوات الكهربائية والسلع الغذائية المغشوشة أو غير المخزنة بشكل جيد، خاصة تلك التي يتم استخدامها بكثافة في المطاعم، فقد عشت شخصياً تجربة مؤلمة بعد أن أصبت بتسمم نتيجة تناولي لغذاء غير صالح للاستخدام في أحد المطاعم، فأين الرقابة على تلك السلع والمطاعم بوجه عام؟
إذا دخلت المحلات، خاصة البقالات في بعض المناطق ستجد بضائع غير صالحة للاستخدام، فهي غير أصلية من ناحية، وغير مخزنة بصورة جيدة، إضافة إلى عدم مراعاتها لدرجات البرودة المفترض أن تحفظ فيها، الأمر الذي يتطلب تشديد الرقابة والمتابعة من قبل جهات الاختصاص
وخطورة الغش التجاري والسلع المقلدة تكلفنا الكثير، وقد تصل التكلفة إلى حياة الإنسان نفسه وكذلك لأسرته وأبنائه، فأنت عندما تستخدم أدوات كهربائية غير أصلية وغير مطابقة للمواصفات في بيتك فإنك تخاطر بحياتك وحياة أسرتك، وهذا ما يجب أن ننتبه له ولا نقلل من شأنه، وكم سمعنا عن حوادث حريق بسبب ماس كهربائي ناجم عن أجهزة كهربائية، وكم سمعنا تحذيرات أجهزة الدفاع المدني من تلك المخاطر
قد يسأل سائل: كيف دخلت هذه السلع إلى أسواقنا ؟ وما الحل؟ والجواب ضعف الوازع الديني لدى بعض المستوردين، وكذلك ضعف الرقابة، وضعف أداء بعض الأجهزة، إضافة إلى أن العقوبة الحالية غير كافية، فيجب أن تكون العقوبة رادعة للمستوردين المخالفين،