نود في البداية تسليط الضوء من جديد على ظاهرة تغيير المدربين التي شابت البطولة المغربية. فماهي ياترى الأسباب الكاملة وراء تفاقم هذه الظاهرة وانتشاراها وعلى أية أسس يتم اختيار وإقالة المدربين.السؤال هنا خاصة كل الفرق الوطنية. قد يكون من حق كل نادي البحث عن مدرب اذا مدربهم القديم رفض التعاقد معهم من جديد لكن لماذا تغير المدرب مدربان حقق الانجازات. والنتيجة الاستغناء والبحث عن مدرب اخر. في الدوري الاحترافي المغربي . حيث غيرت فرق مدربيها.فالنادي القنيطري والنادي المكناسي ورجاء بني ملال غيرو طاقمها التقني لسوء النتائج أو بسبب المشاكل المالية.
واضطر يوسف لمريني لمغادرة النادي القنيطري بعد المشاكل المالية التي أدت لعدم صرف أجوره وأجور اللاعبين وحصل على رخصة من الإتحاد المغربي لإلغاء عقده من طرف واحد لكنه لم يدخل في عطالة طويلة حيث وقع لفريق النادي المكناسي أحد أندية مؤخرة الترتيب والذي كان دون مدرب منذ رحيل عبد الرحيم طالب نحو نهضة بركان.ولجأ فريق النادي القنيطري لأبن الفريق عبد القادر يومير والذي شغل منصب المدرب بالنادي عدة مرات كما يعتبر من أبرز الأطر المغربية التي اشتعلت بالخليج وحققت ألقاب مع فرق مغربية.كما استغنى فريق بنيملال عن المدرب عبد الرزاق خيري وعوضه فخر الدين رجحي المدرب السابق للوداد البيضاوي والذي كان يستعد للعودة للفريق الأحمر لولا التعاقد مع بادو الزاكي.وكانت فرق الوداد البيضاوي ونهضة بركان ووداد فاس وشباب الريف الحسيمي قد غيرت مدربيها خلال الجولات ألماضية حيث حل الزاكي بدلا من فلورو بينتو والشريف وعبد الرحيم طاليب بدل الخياطي والتحق مصطفى الحداوي كمدرب رسمي لوداد فاس وتم تغيره وحل الضرس بدلا لهشام الإدريسي.ولا زالت عدة أندية في طريق مفتوح للتغيير أبرزها الدفاع الحسني الجديدي والفتح الرباطي التي تعيش أزمة نتائج ربما أن المسؤولية جسيمة في غياب قانون يحمي المدرب الوطني ، تصوروا معي ان ماندوزا وأنااعرف جيدا هد الرجل العصامي ، ولما له وما عليه ، وخاصة عندما يستفز أي رئيس مدربه ، فهل سيصدر بلاغا او يتدخل شخصيا باسم الودادية. وتلك خطوة عودنا عليها المسيرون كلما ساءت النتائج ويتم الزج بالمدرب الذي لا يجد قوة إلا الخضوع للأمر الواقع والرحيل على أن المسير في غالب الأحيان لا يعترف بالخطأ والفشل ولا يضطر لتقديم استقالته حتى وإن كانت الانتقادات تطاله. في الدول التي تسير فيها كرة القدم بمنطق الاحتراف نجد أن المسؤولين على الفرق يعلمون علم اليقين أن استقرار الفريق يرتبط أساسا باستقرار إدارته التقنية والفنية المشرفة عليه ولهذا السبب نجد أن جل الفرق في عدد من البلدان تبقى على نفس المدرب طيلة الموسم ولربما لعدة سنوات بغض النظر على النتائج التي حققها مع الفريق.أما في البطولة المغربية التي تعيش الاحتراف فيبدو أن تدخلات بعض المسؤولين على الفرق بأهمية استقرار الإدارة التقنية والفنية. فبدل أن يمنحوا المدرب الوقت الكافي لتطبيق مخططاته ويُصغوا لاقتراحاته وانتقاداته ويوفروا له الاستقرار الكافي و يربوا اللاعب عل احترام مدربه، تجدهم يخاطبون المدرب بلغة “الباطرون” ويحشرون أنفسهم في الامور التقنية التي تعتبر من اختصاصات المدرب ولا يترددون في إقالته بمجرد انهزام الفريق في مباراة ما أو اختلاف في ألآراء بل وفي بعض الأحيان لا يكلف المسؤول نفسه عناء ذكر الأسباب التي دفعته إلى إقالة ذلك المدرب. إدا ماحصل ذلك فهو ضمن اللجنة الجامعية الى جانب هؤلاء عودة الى صلب الموضوع فأي اعتراف سنعتمد عليه الاعتراف بالخبرة مادام أن مراكز التكوين غائبة كغياب الشمس في فصل الشتاء ام الاعتراف بشواهد من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا و سويسرا الخ. فإذا كان قانون المدرب الوطني مازال بين الرفوف بينما يحل علينا مدربين أجانب يتوفرون على دبلومات أقل من الدبلوم الوطني وينعمون بالأجرة الضخمة ، و السكن اللائق و السيارة والأكل والشراب ، بينما المدرب الوطني إما يفصل بالتراضي وهي اقرب الحلول عادة ، او دفعه للاستقالة بأي وجه كان وذلك بتكليف ثلة من الحياحة مؤدى عنها ، تجعل الإطار الوطني يختار الحل الأول دون سواه ‘ في غياب قانون يحميه كما يحمي المدربين الأجانب. ولفك اللغز فإن مفتاح المدرب الوطني ، بين أيدي من أنصف الرياضة من المتمردين عليها ، وطالب بإستراتيجية جديدة ،لتأهيل الرياضة ، ووقع اتفاقيات ، ودعم الجامعات ، وشدد بإنشاء مراكز التكوين ، تتشكل معادلة النجاح والإسقرار في أي فريق من ثلاثة عناصر أساسيه المسير و المدرب واللاعب وعلى كل طرف في هذه المعادلة أن يقوم بدوره على أحسن وجه دون تجاوز حدوده ومسؤولياته.فمتى ياترى سيفهم بعض المسيرين في المغرب هذه المعادلة. ومتى سيدركون بأن استقرار الفريق يرتبط أساسا باستقرار إدارته التقنية والفنية.ما يثير الانتباه فعلا تغيير المدريين ولو أنها ظاهرة عالمية ،يظهر لي أنها من الاشياء المبالغ فيها شيئا ما فعلى المدرب أن يحترم ويقدر نفسه ، تخيلوا معي مدرب يلعب ثلاثة مباريات مع فريق أوآربعة مع فريق أخر…الخ،يظهر ان المصداقية غائبة منذ الوهلة الاولى فالمدرب يعمل و يسطر اهذافه على حساب استراتيجية وخطة المسؤولين على الفريق،فلا يمكن بمجموعة تعاني من ضعف التركيبة البشرية ونقص العوائز المادية ان تفوز بالبطولة، والمسير احيانا امام ضغط مطالبة الجماهير لفريقها بنتائج ايجابية ،وهذا من حقهم يلجأ لتغيير الادارة التقنية معلقا عليها كل الامال المنقذة ،يجب أن تكون مناعة المسير قوية ضد كل المشاكل وأن يتمتع المدرب بشخصية وازنة ، تحفظ كرامته،وتضمن مصداقيته، في هذه الحالة كل الصعوبات تهين والمشاكل تصير سحابة عابره والعكس صحيح في الوضعيات التي يصبح فيها الاطار التقني كبش الفداء والحائط القصير الذي تعلق عليه كل السلبيات عودتنا البطولة بإقالة أو استقالة المدربين من مناصبهم، فكلما ساءت النتائج إلا وطالت سهام النقد المدرب .عدد المدربين الراحلين أكثر من النصف بالقسم الأول و كذا الثاني والأغلبية الأسباب مختلفة والأكيد أن الحصيلة مرشحة للتزايد وخاصة في لقاءات الإياب ،بعض الأندية التي ترى في المدرب الحلقة الأضعف ، فعندما تحل الأزمة بفريق تكون إقالة المدرب أقرب الحلول ،حيث عندما تتخلف النتائج وترتفع ذروة احتجاجات الجمهور على الفريق ككل لا يجد المسيرون بدا من البحث عن المبررات والأسباب لذلك طبيعي أن تتخذ خطوات من أجل إخماد نار هذه الانتقادات. وأولى الخطوات هي إقالة المدرب حيث يجعل منه المسيرون شماعة لتعليق الإخفاقات وقربانا ما يهدى للجماهير. وفي غياب تطبيق قانون المدرب ،فبمجرد إقالة أو استقالة مدرب تجد زميله في المهنة يتحين الفرصة ، ويعوضه دون استشارته أو معرفة اسباب مغادرته وهنا تغيب أخلاقيات المهنة. صدق من قال أن النتائج هي الصديق الوفي للمدرب وهي التي تحدد مصيره بالبقاء أو الرحيل.