تعتبر مهنة المتاعب مهنة نبيلة تناط لها عدة أدوار مهمة من نشر الوعي و الفكر المستنير وكسر مشاعر الكراهية و الحقد بين مختلف أبناء الوطن بتعدد التوجهات و الأيديولوجيات ، ورسم خطط إستراتيجية لدولة و الدفاع عن ثوابتها الوطنية و الكشف عن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة المنتخبة و غيرها من المؤسسات و الريع الامتناهي … حيث لايمكن تحقيق هذه الغايات النبيلة و السامية دون تحلي الصحيفة و الصحافي بالأخلاق، و ممارسة العمل الصحافي بمهنية و أمانة و بكل مسؤولية.
و لهذا يجب على الصحافي السعي وراء الحقيقة و البحث عنها و إبلاغها للجمهور بكل حياد و إستقلالية ، وذلك وفق المنهجية المهنية من تجميع الوقائع و التحري فيها و تقديمها بكل نزاهة و مصداقية ، وذلك لإنتاج مادة إخبارية بإثباتات صحيحة ودامغة دون أدنى شك ،إيمانا أن السلطة الرابعة اليوم وما لها من و ثأتير في الدولة و الفاعلين السياسيين و المواطنين ايضا …، عرفت تحولا كبيرا غير معهود به، الأمر الذي يندر بضبابية و عتامة مستقبل مزري لقطاع الصحافة يلوح في الأفق خاصة ما يتعلق بالمهنية التي تسير نحو العدم ، لأن العديد من الصحف و الصحافيين لايحترمون قواعد ممارسة الصحافة و ما تتطلبه المهنية ، و معظمهم لايمارسون المهنة و فق قواعدها التي تعد تاج هذه المهنة و أساس وجودها و بقائها ، و حينما تتبخر المهنية يصبح القطاع في سراب و إضمحلال ووجوده و عدمه سواء ليس إلا.
اصبحنا اليوم أمام صحافة البهتان و الأكاذيب ، حيث تغيب أجناس صحافية في العديد من الصحف، من تحقيقات و إستطلاعات و مقالات تحليلية وغيرها، العديد من الصحف خاصة الإلكترونية منها تكتفي بنشرالبلاغات و البيانات و الركوب على أمواج الأحداث سواء كانت حقيقية او كادبة و الطعن في أعراض الناس وتتطاول على خصوصياتهم.
و أخرون لا يتقنون سواء التفنن في تبادل لكمات و الكلاشات بينهم لأهداف سياسية و إيديولوجية و الانسياق وراء أهوائهم و مرجعياتهم الفكرية ، هؤلاء الصحافيين أشداء بينهم رحماء بين الأعداء ، و يقومون أيضا في حين لآخر بدور العاملة في صالون التحميل ، حيث تتحول الصحيفة ذاتها التابعين لها هي الأخرى، الى صالون تجميل بمعدات و منتوجات متنوعة…، خاصة مع إقتراب موعد الإنتخابات حيث يكون الطلب أكثر من العرض ، نظرا لما تقتضيه المرحلة من تحميل الأحزاب و شخصيات سياسة دم أيدي ملطخة لإزالة النجاسة وتجميلها على حساب تضليل المواطن ، الذي يتحول إلى ضحية موجة تضليلة ، و أمثال هؤلاء يتقنون ايضا عملية تشويه و تلطيخ أوجه اخرى و لو كانت بريئة براءة الدئب من دم يوسف، وذلك مقابل درهيمات دسيمة و سمينة وولائم الزرود و القص، حيث لا قيمة لقول الخقيقة و الكشف عن المستور ، أمام هذه العروض الفانية،
وبدل القيام بوظبفة البناء نصبح أمام أشباه الصحافيين ، يتفننون في التخريب و الهدم ، هذه الصحف التسويقية هدفها التطبيل و الدعاية و التضليل، تسعى بكل أساليبها التضليلية المقيتة إلى نهج إستراتيجية التلاعب بالأحداث و شن حملات التضليل و كل هذا على حساب الحقيقة كركن أساسي من أخلاقيات المهنة الصحفية، رغم أن الموضوعية و قول الحقيقة بكل جرأة،ليس تقليصامن إمكانيات ال صحافة كما يدعي البعض،بقدر ماهي توسيعا لمجالها.
ومن العيب و العار على أي صحافي نهج طرق تضليلية غير مرحب بها ، طرق جعلت من بعضنا ضحايا الأكاذيب و أخرون ضحايا محتلون، و هذه التصرفات الشادة لاتليق بنا كشعب له تاريخ و حضارة عظيمة و قيم عالية ، خصوصا ما تقتضيه هذه المرحلة الجديدة التي تقبل عليها الأمة المغربية ، مرحلة النضج الفكري و الوعي السياسي و الدولة المسؤولة و المواطن الملتزم، و تقدم المغرب لايكون الى بتجندنا وبوعينا