اعتذر للقراء الأعزاء عن هذه الرقصة اللغوية التي شاءت سرعة انجاز المقصود الإعلامي أن تقحمني في فجاج الخلق بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي
لكن كيف ما كنت الأحوال فإن الأمر يتعلق ها هنا في هذا اللقاء الأسبوعي لطرح القضايا الجوهرية التي تأخذ باهتمام المواطنين والباحتين عن الأمن والرفاه والاستقرار وسلامة العيش في وطننا العزيز
نعم هناك مجالات متعددة لمطارحة القضايا الساخنة في مختلف الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية … وحتى لا يظل الإعلام الوطني المغربي وتحديدا الرياضي منه معتقلا في استعراض بعض الأسماء غير المؤهلة لمعالجة الاعتوارات التي تؤرقه، في معيشه اليومي اكتر مما تؤرقه في صحته والبحت بالطرق الموضوعية والمنطقية عن صيغ حديثة للحوار والترامي بكرات مسؤوليات الإخفاق بدل تسليم أمور العلاج إلى أهلاها …
العنوان أعلاه بازدواجيته مؤهل ليكون مشجبا نعلق عليه اهتماماتنا الساخنة وليكن في طليعتها ألان أشكال الفاعلين الرياضيين في الميدان على الرقعة الخضراء إي العلاج التقني المرشح لطمس معالم الإخفاق والإخبار الشعبي الناتج عنه اذا يتعلق المر ها هنا بتواتر إخفاقات المنتخبات الوطنية لكرة القدم في الاستحقاقات القارية والدولية وحتى العربية، إضافة إلى انتظارات المستقبل واكراهاته الوشيكة للسنوات الثلاث المقبلة، الأمر الذي يشكل صعقات صادمة لا تنفك واجهات الصحف تتباهى بتطريزها أفرادا ومجموعات مكرسة فعليا حقيقة الصدمة ومستعدة لمجابهتها بحركية الصمود، في واجهتها أي فضاءات الملاعب والشارع العمومي، لتكون مع ذلك – صامدة تجاه الصدمات وخاصة منها البيئة الإعلامية :
لماذا هذا الإطناب في استعراض الموجعات الصادمة تلك التي يتجشمها المتلقي ( الجمهور المصدوم ) بصمود صاخب، إذ تعبر عنه دينامكية الإفراط في تضخيم العناوين وابتكار وتلميع بعض الصور على حساب أخرى إذ لم يبق له من قوة وإشكاليات المجابهة إلا الانتظار وابتلاع البلاغات.
لكن إلى متى والاستحقاقات الكبرى أقرب إلى عيوننا من أداننا وبالتالي إلى قلوبنا، إذ أن هناك من الصامدين من أخد يغامر بإقحام أسماء معينة سواء في مجال ” التجارة الرياضية أو في أسواق ومعارض العضلات أي الاحتراف الأخر … ومنه أيضا المبحوث عن منابته ضمن قدماء اللاعبين المحترفين،
لكن – ووفق مبادئ الواقعية والافتحاص الجاد نجد انه في نهاية الأزمنة الرديئة يتحتم على آليات العلاج المرصودة انتقائيا للاختبار ان تستنفر من جهة العيون المبصرة التي فتح الله بصيرتها للكشف عن حقائق مكونات الإحباط بصدق وأمانة وترصد من جهة ثانية الضمائر المتمرسة بالواقعية والمسلحة بالعلم والممارسة الناضجة تم تتكفل في نهاية المطاف باقتراح الوصفات العلاجية المناسبة والقادرة على توظيف الموروث البدني عند الشباب المغربي والموروث التقني المتوفر في مختلف جهات المملكة تلك المؤهلات التي أثرت الابتعاد عن أداء مهامها في إعداد رجال الغد والطاقات القادرة على الدفاع عن القميص الوطني بتلقائية المناضل الوطني الصرف.
في هاته الأجواء تأتي مقترحات عدة لاختيار الرجل المناسب للمهام الظرفية المناسبة وبعد العديد من المداولات والاقتراحات والتي كان اغلبها يحاول إعادة تكريس ( الفقه) الأوروبي المدعوم بالتجارب الكبرى لكن الحسم جاء في نهاية المطاف لصالح المدرب الوطني بادو الزاكي.
إنها ادن تجربة ذات بعد وطني مغربي صرف من ألفها إلى يائها، لكنها مدهونة بواقعية الفكر الاحترافي إذ أن المسؤولين استندوا على الاحترافية والمهنية في التعامل مع المحترف المتمرس هناك، مع ترك مأمورية الاعتناء التقني بالمنتخبات الهرمية السفلى لخبرات وطنية أيضا كي تهتم بشيء اسمه الوحدة في التعدد، بمعنى أخر هو إلقاء مسؤوليات المنتخبات بين أيدي أطر مغربية، وهو باللغة المشفرة ما يعني : هذه منتخباتكم أيها المدربون المغاربة فاعتنوا بها واظهروا كفاءتكم تمهيدا لمغربة أصيلة، لان الحقيقة تقول: كفى من الاعتماد على الأخر الأوروبي لنهوض بالكرة الوطنية.
نعم انتظرنا طويلا لينكشف الغطاء عن اسم المؤسسة العلمية التي تتكفل بحاضر وافاق هرمية المنتخبات الوطنية طبعا تحت قيادة مهندس يعتمد في تعامله مع أطقم القيادة الوطنية للمنتخبات على الأسس التربوية العلمية في توحيد المفاهيم عبر مختلف الجهات أي العصب التي يضل الوازع العلمي مغيبا فيها، وعلى من يشكك في ذلك أن يلعب معنا لعبة الإحصائيات ليؤكد لنا كم من الأطر المغربية تمكنت عبر البرامج التقنية المعمقة من الوصول إلى مرحلة التعامل مع النخب والتي صاغها المدير التقني السابق.
إن عبور قاطرة المنتخبات الوطنية على مجرى التاريخ لا يحاسبنا فقط على الانتصارات والإخفاقات بل على الإنجازات والابتكارات وإعداد الأطر المتخرجة من مراكز التكوين ( إذ ما وجدت ) ومدى ما أنجزته وصاغته من عباقرة يرتقون إلى مستوى الاكتفاء الذاتي الوطني في القواعد بدل التنقيب في المستويات الأوروبية حيت يستفيد بعض أبناء جالياتنا من مدارس التكوين الحقيقية في أوربا.
مسائلة مورلان لم تقع وهو يتأهب لرمي أسلحته وفك التعاقد مع الجامعة ، فما المطلوب إذا لانطلاق مناهج جديدة، وتحديدا لتفعيل منهاج الإدارة التقنية الوطنية التي يستشرف مهامها ووظائفها إطار عالي المستوى متمرس بالمفاهيم العلمية الحديثة مدعوم بزملاء له تمرسوا بالدراسة والبحت العلمي وتبادلوا التجارب مع كفاءات عالمية عالية.
في انتظار ذلك نتسأل عن بعض الإختلالات التي تنتظر الحل وفي طليعتها ما يسمى بمدارس تعليم كرة القدم التي أخذت تستشري في جيوب المدن وضواحيها بدون أي مؤهل علمي وغياب المراقبة الجهوية، لتوحيد المنهاج الدارسي من القاعدة إلى القمة؟ وما هي طبيعة الكفاءة المهنية التي تخول الأندية أو بعض الأغنياء اللذين يدلفون إلى الاستثمار في قطاع يتيم يسمي (مدارس كرة القدم).
وختاما نرفع عقيرتنا للمطالبة بمراجعة وضعية معلمي كرة القدم أي كل العاملين في قطاع تعليم كرة القدم وحتمية التنسيق مع مؤسسات التربية الوطنية عبر مختلف المدن والجهات الغربية.
إنها إذا صرخة فأن الرجع؟