ودعنا قبل قليل سنة 2013 لكن بعض أحداثها ستبقى معنا إلى الأبد، ليس فقط لأنها كانت لها بصمة ولكن لأنها أيضا جعلتنا نطرح العديد من الأسئلة المهمة ، من بينها العديد من المناسبات الرياضية التي مرت، والتي ساهمت تارة في إسعاد المغاربة وتارة في إفشاء الحزن في نفوسهم. الصدمة لم تكن قوية والمغاربة يتابعون خروجا متوقعا للمنتخب الوطني المغربي من إقصائيات كأس العالم بالبرازيل 2014. هو الغياب الرابع على التوالي ويبقى الحدث الأبرز الذي خيب ظنون المتتبع الرياضي المغربي، هو الإقصاء المذل من كأس افريقيا ببلاد البافانا بافانا والمغاربة تعودوا على ذلك، ليغيروا الوجهة لتشجيع منتخبات الفئات السنية لعلهم يجدون فرحة عابرة تنسيهم خيبات الأمل التي عاشوها في تشجيع منتخب كان بالأمس القريب أسدا، ليصبح اليوم منتخبا دون هوية، عاجزا عن بلوغ المونديال، بل حتى الدور الثاني من منافسات الـ”كان
دائما ما يرجع المتتبع الرياضي في جل أنحاء المعمور، النكسات في شتى أنواع الرياضات إلى غياب التسيير المعقلن والحكامة الجيدة، التي تعبر الأساس الصلب الذي تقف عليه الرياضات، وهذا بالفعل ما تعانيه الرياضة المغربية، الشيء الذي عكسه بالشكل الصحيح الجمع العام الذي أقيم خلال شهر نونبر الماضي، والذي أظهر الوجه القبيح للتسيير الرياضي بالمغرب، من خلال مسيرين لم يجدوا غير السب والشتم والعراك و تشابك بالأيدي، والكلام النابي، ولكمات هنا وهناك. هذا ما ميز الجمع العام العادي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منفذا للتعبير عن وجهات نظرهم، قبل ان يصلوا إلى نقطة تراضي مشبوهة وضعت رئيس نهضة بركان فوزي لقجع على رأس الهرم الكروي المغربي، لتأتي الفيفا وتهد ذلك الهرم، وتطالب بإعادة الجمع العام لأنه لا يتوافق والقوانين الأساسية للاتحاد الدولي لكرة القدم، وتظهر بذلك للعالم بأسره مدى العشوائية التسييرية التي تقبع تحتها الرياضة المغربية، والتي تعتبر العلة الأولى التي تنخر الجسم الرياضي بالمغرب
من النقاط السوداء الأخرى للسنة التي نودعها تأخر الجامعة في تعيين مدرب للمنتخب الوطني للمحليين، إذ لم تنتق الإطار الوطني حسن بنعبيشة لهذا المنصب إلا أسبوعين فقط قبل انطلاق هذه التظاهرة الإفريقية، مع تكليفه باختيار اللائحة التي ستمثل البلاد في ذات اليوم، دون أخد الوقت الكافي لخوض معسكرات إعدادية لحدث قاري بدأ يفرض مكانته في المشهد الكروي الإفريقي، تاركة تجانس اللاعبين واستيعابهم لفكر المدرب الجديد “فِيدْ الله”، في انتظار أي إخفاق آخر من أجل إلقاء اللوم على الأطر الوطنية واللاعبين المحليين
. ميزت الساحة الكروية المغربية سنة 2013 العديد من الأحداث السيئة التي اعتبرت نقطا سوداء في تاريخ الكرة المغربية، بين الأندية والمنتخب الوطني الأول مرورا بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كلهم أبطال لسنة قليلة العطاء، غير أن أشبال الأطلس والرجاء البيضاوي أبوا إلا أن يختموها بإنجاز يحفظ ماء وجه الكرة الوطنية بعد كثير من الإخفاقات.
على بعد سنة تقريبا عن احتضان المغرب لنهائيات كأس إفريقيا 2015، وكأننا نحضر لعرس كروي إفريقي سنكون الغائب الأول عنه، فلا جامعة أجرت جمعها الاستثنائي والعادي كما نصت على ذلك الـ”فيفا”، ولا مسؤولين كلفوا أنفسهم عناء التفكير في مصير المنتخب المغربي الذي لا يزال دون مدرب ولا برنامج تحضيري. فقط العشوائية في التسيير في انتظار معجزة التتويج بالـ”كان