الفنان المغربي لايقل ثقافة و موهبة عن باقي الفنانين في العالم
ما يعرقل مسار الفنان هو عدم وجود بنية تحتية وقلة فرص الشغل
اللذين يوجدون في نقابة الفنانين إختلطت عليهم الأمور
تألق الفنان والكوميدي المغربي سعيد الناصري في العديد من الأفلام التي لعب بطولتها وأخرجها.
قليلون يعرفون أن هذا الشاب الذي درس في المعهد الملكي لتكوين الأطر الشباب بالرباط، متخصص في إدارة الأعمال وسبق أن تقلد منصب مسؤول في واحدة من أكبر البنوك، بعدما حصل على الماجستير في هذا التخصص، بعد سنوات دراسية قضاها في الولايات المتحدة وبلجيكا.
حاول الناصري تقديم كوميديا حقيقية وأعمال فنية درامية تستمد قوتها من اهتمامها بالهم اليومي والمجتمع، ما استدعى “بذل المزيد من الجهد الخلاق وإطلاق العنان لمخيلة الفنان حتى يتمكن من انتزاع الضحكة من أفواه المشاهدين”، الحوار التالي يقربنا من الفنان سعيد الناصري في ملامسة مجموعة من القضايا.
سؤال:من هو سعيد الناصري…..؟
ولد سعيد الناصري بحي درب السلطان بمدينة الدار البيضاء سنة 1960، لدي تكوين مزدوج، درست الأعمال الدرامية، لا أخفي عليك فقد ساعدتني الموهبة من دون دراسة لا تسوى الموهبة شيء الثقافة لها دور أساسي في التنمية، الثقافة هي التي تطور تنمية قي البلاد ويجب أن تكون في برامج الأحزاب والحكومات المقبلة، التكوين المزدوج ساعدني كثيرا، أدخلت السيد كوم والكوميديا وتعرف علي الناس كثيرا ، وعرفت المغاربة ماذا يريدون في السينما.ودخلت السينما من بابها الواسع، الفنان المغربي لا يقل ثقافية أو تكوين فني أو موهبة عن باقي الفنانين في العالم، ولدينا فنانين موهوبين ومطربين، ورغم كل هذا فان هناك معاناة حقيقية، لكن ما ينقص الفنان المغربي هو التدبير أو الإدارة.
وهذا المنتوج إذا لم يتم رعايته وتسييره يتعرض للضياع، الفنان يعاني، وذلك لعدم درايته وإلمامه بالقانون، ويكون ضحية ،وأحيانا يتعرض للنصب من طرف أشخاص نصابين ، ولم يستطع حماية نفسه، إضافة إلى ذلك ما يعرقل مسار الفنان هو عدم وجود بنية تحتية ، وغياب مسا ريح وقلة فرص الشغل، كما أن التلفزيون يسيرونه أناس فاشلون، واشدد هنا على الفشل، فمثلا فيصل العرايشي استمر وجوده في التلفزيون أكثر من 12 سنة ، ورغم كل الإخفاقات لم يتزعزع ، وهذا كله يجعل الفنان يعيش حالة من الإحباط والضياع ، والفنان لم يتحمل المسؤولية لوحده، حقا أن الفنان له نصيب من المسؤولية ، لأنه لا ينتفض ولا يتكلم ويصبر، ويبقى في نظر الجميع كائن ضعيف، يجب أن يكون هناك تواصل بين الفنانين، وتكون سياسة ثقافية، لان الثقافة تلعب دورا مهما في حياة الشعوب، فالثقافة تلعب دورا رياديا الى جانب الاقتصاد والسياسة في تطوير البلاد وازدهارها.
سؤال: غياب المسرح هل هو ناتج عن عدم الخلف……؟
رغم ما يقال فان هناك خلف، هناك شباب ومواهب ، وممثلين لكن للأسف الشديد ما يغيب فو البنية التحتية، لنفترض أنني أتوفر على مسرحية، فأين سأعرضها، فالمسا ريح الموجودة لا تتوفر على القدرة الاستيعابية، ناهيك عن التكلفة الباهظة والتي تتطلب عرض وإنجاح مسرحية معينة، هناك مسا ريح لا تستوعب إلا عدد قليل من الجمهور، الشيء الذي يحول دون إتمام مسيرة العرض المسرحي هناك ممثلين في حاجة ماسة لآجر، وإذا ما وقعوا معي عقد لمدة سنة لم استطع في هذه الحالة تشغيلهم أكثر من ستة عروض، الأمر الذي سيدفعهم إلى البحث عن عمل أخر من اجل العيش ، فمثلا في مصر هناك عدد كبير من القاعات ، ونجد مسرحية تعرض أكثر من ثلاثة أشهر وباستطاعة الفرقة المسرحية أن تستمر في نفس القاعة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، عكس ما هو موجود في المغرب.حيث تكون مضطرا ومجبرا في الآن نفسه التنقل من مدينة لمدينة من أجل عرض المسرحية، ففي المغرب الأعمال موجودة بكثرة ويمكنك إنتاج مسرحية وعرضها لمدة ثلاثة أشهر، لكن لا يمكنك أن تجد مكان لعرضها، لهذا يجب أن تكون هناك مسا ريح لعرض المنتوج، فالفنان في حاجة لهذه الفضاءات لعرض منتجوه، ناهيك عن غياب الدعم، واستثمار الخواص، ما يهم الخواص هو الربح ، الربح أولا وأخيرا، وهذا مشكل حقيقي يعيشه الفنان المغربي عموما أما بالنسبة للأعمال الفنية، فهناك أعمال فنية موجودة بكثرة ويمكن تطويرها ، والمشكل الذي يعاني منه الفنان هو انه عندما يذهب إلى المنتج لعرض عمل فني ما يصطدم بالشروط التي يضعها المنتج، حيث يتم تقليص عدد الممثلين وأحيانا يتم حذف مشاهد وهذا راجع بالأساس إلى التكلفة، وفي هذه الحالة المنتج يراعي ويراهن على هامش الربح ، فهامش الربح حاضر باستمرار في كل عمل سواء كان فنيا آو غير فني.
سؤال: الحالة الصحية للفنان يعني الحالة المادية….؟
اختيار الفن في العالم كله ، اختيار فيه مجازفة، الفنان يعلم أنه لا يستطيع تحقيق الثروة من الفن، ولكن يمكنه أن يضمن لصاحبه عيشا كريما، و إذا كان هناك قلة العمل لا يمكن للفنان أن يعيش ويضمن قوته اليومي، واعرف فنانين لم يشتغلوا منذ أكثر من ثلاثة سنوات لأسباب معروفة لدى الجميع ، ويوجد فنانون يشتغلون في وزارة الثقافة ولهم اجر شهري وهناك فئة ثالثة لم يكتبوا ولم ينتجوا، بل فقط همه الوحيد الانتظار من اجل أن يجودون عليهم بدور من الأدوار في بعض الأعمال الفنية، وتكون وضعيتهم الاجتماعية شاذة للغاية ، وإذا لم يشتغلوا يبقون عاطلين عن العمل، وهنا يجب على كل فنان أن تكون لديه وكالة تسيير وتدبير، كما هو الشأن في الدول المتقدمة ، فالوكيل هو الذي يبحث للفنان عن عمل، أما إن ينتظر حتى يأتي العمل فهذا ضرب من الخيال بالنسبة للفنان، فمثلا في المغرب هناك نافذتين للفنان التلفزة وقليل من السينما، واغلب ما هو معروض فيهما يستفيد منه المخرج، يستفيد من الدعم الممنوح وجوائز المهرجانات مع استفادة بعض الممثلين المحضوضين حصة الأسد تذهب للمخرج في حين يظل الممثل الضحية الأول والأخير مما يضطره إلى البحث عن أعمال أخرى مكملة للعيش، ورغم كل هذه المعاناة يظل ممثلا محترفا، وهناك فئة ثالثة من الفنانين ليست لهم القدرة في البحث عن ومع ذلك يبقى ينتظر إلى أن تجود عليه السماء
سؤال: هل يرتاح سعيد الناصري في السينما أم في المسرح…. ؟
لا يوجد فنان سبق وان اشتغل في المسرح لمدة معينة إن يقول انه لا يرتاح في المسرح بل على العكس ففي المسرح تاخد جائزتك في اللحظة ذاتها حيث يكون التجاوب مع الجمهور وتشعر بعملك وعطائك أما في الكوميديا فانك تستطيع تغيير الشيء إذا لاحظت عدم رضا الجمهور عدم الرضا على العمل ، ففي هذه الحالة يكون هناك نوع من التجاوب بين الفنان والجمهور، وإذا نلت رضا وتصفيقات الجمهور تكون ترتاحا للعمل الذي تقدمه الشيء الذي يعطي شحنة قوية للفنان بمضاعفة من مجهداته أثناء العرض، بينما في التلفزيون أو السينما يكون الفنان قد قدم عمله مسجلا ، وفي الحالة يبقى الفنان ينتظر الردود من الجمهور أو النقاد، بحيث إذا لم يرقك مشهد ما فلا يمكنك تغييره. ، أما فيما يخص نسبة المشاهدة في التلفزة والسينما يبقيان نافذتين مفتوحة على الجميع ويمكن أن يشاهدك ملايين من المشاهدين وهذه ميزة خاصة ، أما المسرح فهو على العكس من ذلك نسبة مشاهدته من طرف الجمهور تبقى ضعيفة بالمقارنة مع ما سبق الحديث عنه..
سؤال: بطاقة الفنان هل هي شاملة لجميع الفنانين….؟
بكل صدق بطاقة الفنان حق اكتسبه الفنان بفضل النضال المستمر للفنانين منذ عقود، البطاقة أولا ثم بعد ذلك يمكن أن تتحقق الأشياء الأخرى، فهي التي تثبت هوية الفنان كفنان ، فهي خطوة من الخطوات التي تسعى قبيلة الفنانين لتحقيقها في المستقبل المنظور، أما بالنسبة للتغطية الصحية التي تم تمتيع الفنانين بها، فإنها تثلج الصدر، فقد أصبحت شاملة، وهنا يمكن القول أن بطاقة الفنان يجب أن تمنح للفنان وان يكون هناك ملف متكامل لطالب البطاقة وان لا تمنح للمتطفلين على الميدان الفني، فالبطاقة تثبت وجود الفنان من عدمه.
سؤال: مذا تريد ان تقول للفنان الشاب والمبتدئ….؟
ما أريد قوله في هذا الصدد هو أن يكون للفنان المبتدئ مستوى تعليمي جيد وان يكون على اطلاع واسع بالميدان الذي أختار الاشتغال فيه، بحيث لا يمكن أن تتصور في يوم من الأيام فنانا مغمورا من دون ثقافة فنية وعندما أقول ثقافة فنية ، اعني أن يكون فنانا بالمعنى الحقيقي وليس السطحي، إضافة إلى أن يأخد من التمارين ومن تجارب الآخرين ما يلزم إن أراد النجومية ، وان يكون من المبدعين الذين يأتون دائما بالجديد، ففي غياب هذه الشروط لن يستطع نجم الفنان المبتدئ، حتى ولو كان يتوفر على الموهبة، إضافة إلى ما سبق يجب على الفنان أن لا يقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها ممن سبق، وإذا أراد الفنان الوصول عليه أن لا يفكرا بانفراد وان يكون تفكيره جماعيا وان يكون دو ثقافة تضامنية من اجل النهوض بالمسرح والتلفزيون والسينما، يجب أن نناضل جماعا لتفادي أخطاء الماضي ، فاليوم كل شيء متوفر، نثور على هامش كبير من الحرية وثقافة حقوقية واسعة وكذلك آذان صاغية ما يخص في هذا الجانب هو بدل المجهود وقليل من المساعدة من اجل النهوض والرقي بالفن خاصة والثقافة عمومة، الحمد لله لدينا ملك شاب وعظيم
ففي عهده تحقق للفنان الشيء الكثير ، واستدل على ذلك بحصول الفنان على التغطية الصحية والبطاقة المهنية، فما على الشباب أن يتكثلوا ويوحدوا مطالبهم لتحقيق المزيد.
سؤال: نقابة الفنانين هل لها دور لدفاع عن الفنان …..؟
لا اخفي عليكم ، فالذين يوجدون في نقابة الفنانين اختلطت عليهم الأمور، فمثلا السيد النفالي والذي أكن له كامل الاحترام، فمرة نلقاه في النقابة ومرة أخرى في المهرجان ، ومرة ثالثة في ديوان الوزارة الوصية على القطاع، ففي هذه الحالة كيف يمكن للسيد النفالي أن يدافع عن مطالب الفنان وهو موظف في ديوان الوزير، ماذا يمكن أن تنتظر من هذه العملية لا شيء القضية محسومة مسبقا ولا داعي للكلام فيها، نقابة الفنانين لم ولن يتضح موقفها بعد في العديد من المسائل العالقة التي تخص الفنان كفنان.
ما نتمناه في الوقت الحالي ، هو الاستثمار في الثقافة لأنها أساس تقدم الشعوب، فمن دون ثقافة يمكن أن نموت، وفي هذا السياق يجب على المستثمرين في العقار أن يفكروا في بناء المرافق الثقافية قبل التفكير في العمارات، المطلوب أن يكون مسرح إلى جانب مسجد ومركب رياضي ، وقاعة للسينما لأنه لا يمكن العيش من دون ثقافة ، وذلك لحماية الشباب من التطرف، وذلك بتوفير البنية التحتية، كما يجب على الجمعيات المتواجدة في الأحياء الهامشية أن تهتم بالشباب وتؤطرهم درءا للمخاطر المحدقة. وإذا كانت البنية التحتية موجودة على الفنان أن يقوم بدوره كتشغيل الشباب الذين يتم تاطيرهم في المرافق الثقافية المحلية، وبذلك نكون قد ساهمنا جميعا في تقدم البلاد والعباد ثقافيا واجتماعيا ، وهنا أسوق نموذجا، فمثلا منطقة لمكانسة التي توجد فيها أكثر من ستون ألف نسمة، كانت في السابق عبارة عن أحياء هامشية تعيش الفقر بشتى أنواعه مس جميع مناحي الحياة، لكن بفضل السيد عامل صاحب الجلالة على عمالة عين الشق، استطاع بفضل مجهوداته الجبارة أن يفك العزلة عن سكان هذه المنطقة، بحيث خلق مرافق ثقافية ورياضية ، بالإضافة إلى استتباب الآمن الذي كان مفقودا في إحدى الفترات، ما يمكن قوله هنا هو أنه يجب أن نشد بحرارة على أيدي أمثال هؤلاء الرجال الذين يسعون إلى تأدية مهامهم بإخلاص وبأمانة صادقة.
سؤال: ما هو الجديد عند سعيد الناصري….؟
بابتسامته المعهودة، ” دائما خوك عندو الجديد”، عندي فلمين، واحد تقدمت به من اجل الدعم، ولا زلت انتظر الجواب، وهناك عمل آخر اسمه ” سارة ” مازلت أبحث فيه عن مستثمر من اجل إخراجه إلى حيز الوجود، كما أنني انتظر الإمكانيات المادية، السيناريوهات موجودة، كما وضعت ثلاثة أعمال متميزة في التلفزيون ، وسيد كوم عبارة عن برنامج يتكلم عن مشاكل الشباب اليومية، يحمل عنوان ” حنا هما لخرا ين “، وآخر يحمل كذلك عنوان ” بغيت نتزوج ” بالإضافة إلى مسلسل يحمل عنوان ” صداقة “، كما يوجد عمل آخر وضع في التلفزيون أكثر من ثلاثة سنوات كما أنني بدأت في عرض مسرحي جديد يحمل عنوان ” حكومة شو “، أتكلم فيه عن الحكومة و أعضاؤها.
سؤال:هل هناك تغيير بين وزارة الاتصال السابقة والحالية…؟
أنا سعيد الناصري كفنان، لم أر أي تغيير، ألاحظ شيئا من الركود سواء تعلق الأمر بالوزارة السابقة أو الحالية،مع حالة من الاستثناء في فترة نبيل بنعبد الله عندما كان على رأس وزارة الاتصال، حيث تحققت مجموعة من الأشياء، جل القرارات التي اتخذها نبيل بنعبد الله كانت صائبة وجريئة ، كان هناك تغيير في الميدان المسرحي وميدان الصحافة .. ، وأنا كنت من الذين كانوا يتمنون تقلده وزارة الاتصال مرة أخرى لتحقيق المزيد من الأشياء التي بدأها ، ولكن رغم ذلك يبقى نبيل بنعبد الله الرجل المناسب في المكان المناسب رغم اختلاف الحقائب الوزارية، أما اليوم فرغم كون الوزير الحالي السيد مصطفى الخلقي ابن الميدان ، فإننا لم نلمس تغييرا يذكر، فعند تقلده لوزارة الاتصال كنا مسرورين أيما سرور، واعتقدنا يومها أن الرجل سيغير مجموعة من الأشياء التي ينتظرها المغاربة بشوق ، لكن للأسف الشديد لم يحص شيء مما كنا نتوقع ، فدفتر المتحملات الضجة التي أثيرت حوله خير دليل عما نقول، حيث اتخذ قرارا وفجأة تم التراجع عنه، إضافة إلى ذلك أنه لا يتوفر على برنامج ثقافي وتنموي، والآن مرت أكثر من سنة من عمر الوزارة مازال التلفزيون متوقف عن العمل لم نتسلم بعد حقوقنا عن الأعمال التي قدمناها، لا زلنا ننتظر الإجراءات التي سيقوم بها الوزير، فإلى متى ..؟ هل ستتحقق بعد وفاتنا ، لا أخفيك عندما تتوقف عائلة فنية أو ثقافية عن العمل ولو لفترة وجيزة يكون مصيرها الموت البطيء، في مثل هذه الحالة يمكن أن تضع الإنسان في السجن خير له من البقاء من دون عمل، وإذا سألت المسؤولين عن التلفزيون. عن مصير حقوقنا ، يكون الجواب لا زلنا ننتظر دفتر المتحملات ، للآسف الشديد إلى حدود الساعة لم نرى أية رؤية واضحة أو برنامج ثقافي وفني واضحين في دفتر التحملات، بل قوانين تغير ، فهل هذه القوانين ستطبق وهذا هو بيت القصيد، أما خالد الناصري فإنه رجل قانون وإنسان مثقف، لكنه لم يضف أي شيء إلى وزارة الاتصال، فيما يخص مناظرة السينما انتقدت بشدة ، وأنا شخصيا رفضت الحضور فيها، بحيث كان لدي يقين تام بأن لا شيء سيتم تحقيقه في هذه المناظرة.
آما فيما يخص المنتج ، فإنه يعاني كباقي الجسم الفني،لان الميدان الفني جسم واحد إذا أشتى عضو تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحمى، عليه ضرائب ولديه إدارة وعمال يشتغلون لديه في الإنارة والديكور والكاميرا وتقنيين، ولدى كل عامل من هؤلاء عائلة، وإذا أغلقت الشركة أبوابها ففي هذه الخالة سيتعرض الجميع للتشرد والضياع ، وأنا شخصيا أغلقت مكتبي ولم اعد قادرا عن العمل ، بحيث لم نجد عملا لا في التلفزيون ولا في السينما..
العمل الفني موجود في بلادنا ، ونحن في المغرب لا نقل أهمية عن الدول المتقدمة،نتوفر على طاقات مهمة وكبيرة في العديد من المجالات الفنية والموسيقية والثقافية، أعمالنا تدرس في المعاهد والجامعات الأجنبية، وهذا دليل على أننا نتوفر على أعمال جيدة وفي مستوى ما وصلت إليه الحضارات الأخرى. وبالمناسبة، فأنا شخصيا ارفض الأدوار التي تفرض علي، الفنان الحقيق هو الذي يجب أن يدرس الشخصية وان يكون ملما بكل الفصل التي تتعلق بها، بعد ذلك يمكنه تقمصها.
وأريد أن أضيف في هذا الإطار أن السينما المغربية تعاني من مشاكل كثيرة منها، قلة القاعات، وشبح القرصنة، وقلة الإنتاج، والتوزيع، السينما المغربية لا يمكن الحكم عليها من خلال الكم، بل في الكيف، الذي أصبح يهمنا، ومن ثمة على الجهات المعنية مراعاة هذه القضايا من اجل نماء وتطوير القطاع السينمائي بشكل عام.
كلمة أخيرة:
لا أريد أن تكون كلمة أخيرة لأني أتمنى أن تكون عدة لقاءت مع ” موقع أخباركم ” في شخص السيد احمد العرفاوي الذي أكن له كل تقدير واحترام وأتمنى ” لموقع أخباركم ” المزيد من التألق والعطاء لأنها تهتم بجميع القضايا وهي جريدة شاملة وبدون مجاملة نقدر المجهودات التي تقومون بها لآجل نقل الخبر بمصداقية ونحن على يقين أنها تشق الطريق الصحيح والله هو المعين.