اشتركت الفنانة التشكيلية الإماراتية بدور آل علي، في معرض للفن التشكيلي ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان فاس الدولي للرقص تحت شعار “لندع ألف جسد يتفتح” الذي أقيم بين 21 و25 أكتوبر. حيث أن هذه التظاهرة الفنية والثقافية أضحت موعدا سنويا للتلاقي وتبادل المعارف والخبرات بين الفنانين المغاربة والأجانب
وحول هذه المشاركة الإماراتية من خلال الفن التشكيلي صرح “للعرب”،مدير المهرجان ورئيس جمعية بابل للثقافة والفن عزيز الحاكم، بأن”تواصل الجمهور مع لوحات الفنانة الإماراتية بدور آل علي كان عجيبا جدا”، وأشار إلى أن “هذه الفنانة دخلت الآن مرحلة جديدة من فنها، حيث انتقلت فيها من الاشتغال على مكونات البادية الإماراتية والشخوص، إلى الاشتغال على الجسد
وأكد الحاكم أن “الفنانة بدور تعرف حدود الاشتغال بمهنية ودون إسفاف في بيئتها، وهي تملك طموحا وإمكاناتها تؤهلها لتكون سفيرة الإمارات في الفن التشكيلي
وأضاف رئيس جمعية بابل للثقافة والفن، أن “استقبال الضيوف الأجانب للفنانة التشكيلية بدور كان ممتازا حيث ترك معرضها أصداء طيبة أعطت من خلاله وجها فنيا آخر للإمارات والخليج بصفة عامة”. وقال أن “هذه أول مرة اكتشف الفن التشكيلي من خلال لوحات بدور آل علي”. وأكد أن هناك إمكانات هائلة لهذا الفن لكن ضروري ان تتاح له فرص البروز من خلال الاهتمام بمعارض الفن التشكيلي في الإمارات العربية المتحدة
وعن الدورة الثامنة لهذا المهرجان قال بأنها “كانت ناجحة والحضور كان مكثفا ومتنوعا لا على مستوى النوع ولا على مستوى السن فكل الأعمار حضرت العروض ومن ضمنها معرض الفن التشكيلي
وعن مشاركتها في معرض للفن التشكيلي ضمن مهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري ، قالت الفنانة التشكيلية بدور آل علي في حوار مع “العرب”، أنها كانت مشاركة “ساحرة مفعمة بالأنوثة والرقة والدلال والجمال. وتنوعت ثقافات ووعي الجمهور الذي حضر للمعرض التشكيلي حيث جاءوا من دول مختلفة من المغرب وروسيا وهنغاريا والولايات المتحدة الأمريكية وتونس وفرنسا وساحل العاج والسينيغال وفرنسا وايطاليا واسبانيا
وأضافت أن الحضور كان مكثفا في حفلة الافتتاح ضم نخبة من الأساتذة والفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب المختصين بالإضافة إلى الدكتور محمد ملوكي نائب عمدة فاس في الشؤون الثقافية والرياضية والاجتماعية ونخبة المجتمع في مدينة فاس
وأكدت بدور آل علي أن “هذه ثاني مشاركة رسمية لي في المغرب. كانت الأولى في شهر يونيو مدينة طان طان ضمن فعاليات الموسم العاشر لموسم طان طان خلال مهرجان السلم والتسامح في المغرب، بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف شاركت فيها بثمانية عشر لوحة
وفي كلمتها في حفل الافتتاح أشارت الفنانة الاماراتية بدور آل علي إلى أنه “علينا كفنانين سواء من خلال التشكيل أو الشعر أو الرقص أو الموسيقى وبكل وسيلة نستطيع من خلالها أن نعيد ابتكار الجسد والرفع من شأنه دون المساس بالعلاقة التي تربطه بالآخر أو المتفرج
وأضافت أن “الرقص يولد حالة من الفرح تسري في العروق وهو إحساس عميق بالجمال وحالة من الانتشاء والانخطاف التام، فالحياة رقصة تتكون من حركات باطنية تحولنا وتدعونا إلى إعادة اكتشاف العالم
أما عن اللوحات التي شاركت بها بدور آل علي في المهرجان، فهي ست لوحات قالت عنها الفنانة أن “محورها يدور حول الرقص التعبيري الرقيق المفعم بالأنوثة والسحر والجمال والدلال رسمتها خصيصا للمهرجان وكانت عناوينها وموضوعاتها تدور حول عنوان المهرجان بدورته الثامنة “لندع الف جسد يتفتح
وقد عبر عدة شخصيات وزوار المعرض لجريدة “العرب”، عن إعجابهم باللوحات التي قال عنها أستاذ بكلية الآداب بفاس أنها “تعبير عن صرخة فرحة لجسد تخطى كل أسباب المنع، لكن حريته ممزوجة بدرجة من الجمالية غير خادشة”. أما أحد أساتذة الفن التشكلي بفاس، فقال أن “اختيار الألوان كان موفقا ومعبرا عن اللحظة الفنية التي تتحدث عنها الفنانة الإماراتية، والتي أبدعت باحترافية كبيرة
وقد حظيت اللوحات التشكيلية بزيارة عدد كبير من الفعاليات الثقافية بمدينة فاس التي أشادت بهذه التجربة الفنية. وعَبّرَ كل من استقينا آراءهم عن أملهم في أن يستلهم الفنانون الإماراتيون جمالية فاس وانفتاحها الثقافي والعلمي والديني من أجل رسم لوحات تعكس التمازج والانسجام الفني والثقافي بين فناني ومثقفي البلدين
أما بخصوص الفنون التشكيلية بدولة الإمارات العربية المتحدة، فقد أكدت بدور آل علي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد حاليا حراكا ثقافيا وأدبيا وفنيا كبيرا، وهي تعيش حالة زخم كبير في الإبداع الثقافي والفني والأدبي وتعتبر دولة الإمارات في طليعة الدول التي تشجع على الإبداع والبحث العلمي والاهتمام بالأدباء والمفكرين والمبدعين والفنانين
وأضافت أن “حركة الفن التشكيلي في منطقة الخليج قد انتقلت من المفهوم التقليدي السابق، الذي انحصر في الرسم والنحت والتيارات التقليدية، لتواكب الفنون المعاصرة التي شملت الفن المفاهيمي الذي يعتمد على الفكرة ليكون الفن أداة لتوصيلها، والوسائط البصرية الأخرى كالتصوير الفوتوغرافي وفن الديجيتال
أما موضوعات اللوحات الفنية التي تشكلها بدور آل علي فتركز على “المشاهد اليومية في حياة الإنسان والأحاسيس التي تعتريه خلال اليوم ومشاهد الطبيعة والتراث والبيئة المحلية أو بالأحرى فن التشكيل الكلاسيكي وبالأصح الأسلوب التقليدي الذي يضم الفن الحديث كالانطباعية والتعبيرية وغيرها من الأساليب، والتي تتطلب إتقان لقواعد وأسس الرسم
وأضافت أن “اغلب الفنانين التشكيليين في الإمارات الفني انتقلوا ومازالوا يتنقلون من محاكاة الطبيعة إلى تبلور أسلوبهم واستخدامها كعناصر لتصبح موضوعاً مستقلا بحد ذاته، ومع تقدم العلم تطورت أدوات الفن، وانتقل الفنانون الناشئون إلى مرحلة ما بعد الحداثة فيما يشبه الطفرة، بعيدا عن امتلاكهم قواعد ومهارات الفن
وقالت الفنانة بدور آل علي حول انطباعاتها بثاني مشاركة لها بالمغرب أنها “كانت بمثابة فرصة لتعريف الفنانين والمثقفين في المغرب بإمكانيات أبناء الإمارات وبيئتها وتراثها وحضارتها
وأضافت أن “المملكة المغربية تشهد نهوضا فنيا وثقافيا واسع، وما يشكل خصوصية هذا البلد هو مجموعة من العوامل التاريخية والمعيشية والطبيعة الجغرافية للمغرب، إذ يتكئ على تاريخ وتراث ثقافي كبيرين، وينام على ضفاف الأطلسي كموقع جغرافي جميل، وعلى تجارب ثقافية عبر حقبة استعمارية طويلة ومعايشة للغرب
محمد بن امحمد العلوي