يخلد الشعب المغربي الذكرى التاسعة و الثلاثين لانطلاق المسيرة الخضراء، ذكرى انغرست في أذهاننا، تاريخ يفتخر به كل غيور على وطنيته و على بلده المغرب، ففي هذا اليوم أعطى الملك الراحل الحسن الثاني المغفور له انطلاقة المسيرة، مسيرة عنوانها سلم و حب، قائدها ملك حكيم و خلفه شعب وفي، شجاع و غيور .. لا سلاح معه سوى القرآن و الإيمان.
فقد أقدم المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، عن تنظيم هذه المسيرة التي تعد أكبر مسيرة سلمية في التاريخ و التي شارك فيها 350 ألف مغربي و مغربية، بعد صدور رأي محكمة العدل الدولية يوم 16 أكتوبر 1975 بوجود روابط البيعة و الولاء بين سكان الصحراء و ملك المغرب و بالتالي تم تنظيم المسيرة التي أدت إلى عقد اتفاقية مدريد والتي أتاحت بدورها للمغرب استرجاع منطقة الساقية الحمراء. و قد كان هدف المسيرة تحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة و تحقيق و استكمال وحدة بلادنا الترابية، وحرصا من جلالة المغفور له الحسن الثاني على تجنيب المنطقة حربا مدمرة اتخذ قراره الحكيم القاضي بتنظيم مسيرة خضراء والداعي إلى نبذ العنف واللجوء إلى الحوار لتسوية النزاعات.
ومن هنا ستظل المسيرة الخضراء معلمة تاريخية و وطنية تفتح الطريق أمام المغاربة ليواصلوا دفاعهم عن التراب الوطني و إخلاصهم للقضية الوطنية و تمسكهم بهويتهم تحت القيادة النيرة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
إنها بالفعل معجزة الزمان، فقد جعلتنا نقف احتراما لآبائنا و أجدادنا و للشعب المغربي عامة الذي كافح من أجل بلده وسيواصل كفاحه إلى أن يرث الله الأرض و من عليها .
S .CH