” نهاد كنون ” ل أخباركم ” : الأعمال الرمضانية عرفت تطورا، لكن هناك من بين هذه الأعمال من تحمل ضعف الحبكة الإخراجية وكذا تناقضات مع المجتمع المغربي
في إطار سلسلة من الحوارات التي تقوم بها ” أخباركم ” مع مجموعة من الوجوه السياسية و الرياضية و الفنية و الصناع القرار ، تستضيف وجه فني صاعد في الساحة الفنية المغربية و يتعلق الأمر بالطالبة بالمعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي ” نهاد كنون ” التي تعتبر من الشخصيات المتابرة و الطموحة و القادمة بقوة في عالم الفن ، شاركت في مجموعة من الأعمال المسرحية و حاولت إتباث ذاتها على الركح ، إبنت دار الضمانة وزان لها العديد من الملكات من بينها ممارستها لكرة اليد مع الفريق الوزاني و كذا محاولاتها في الكتابة و في فن الخطابة، و لتقريب قراء أخباركم من نهاد الفنانة الصاعدة في عالم الفن ، جاء حوارنا معها كالتالي :
حاورها / عبد الحكيم الطالحي
1_ من تكون نهاد كنون ؟
نهاد كنون فتاة مغربية أبلغ من العمر 20 ربيعا من مدينة وزان ، طالبة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي شعبة التشخيص، و لاعبة كرة اليد في فريق الترجي الرياضي الوزاني القسم الوطني الثاني من البطولة الوطنية، لي محاولات في الكتابة سواء الشعر أو النثر، وأيضا فن الخطابة باللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية.
2 _ لماذا إخترت عالم الفن و التشخيص ؟
أنا لم أختر عالم الفن والتشخيص بل هذا العالم هو الذي اختارني، ولا أتخيل نفسي في مجال غير الفن، بعد الحصول على البكالوريا في العلوم الفزيائية تابعت دراستي في جامعة محمد الخامس لمدة سنة إلا أنني لم أكن أريد ذلك رغم حصولي على نقط جيدة،ثم أدركت أن الحياة إلا فرصة واحدة لن تعوض ولن أهدرها فيما لا أحب، حينها ولجت للمعهد رغم أن الأمر كان شبه مستحيل كون الإختيار لا يقع إلا على 20 من الطلبة، والمباراة لم تكن سهلة ، بعد الولوج للمعهد أدركت أنني ولدت لهذا النوع من التكوين و لعالم الفن بالتحديد .
3 _ هل من وجهة نظرك الفن موهبة فطرية أكثر مما هو دراسة أكاديمية ؟
أكيد أن الفن موهبة فطرية أكثر مما هو دراسة أكاديمية ، لأن الموهبة والشعلة الفنية التي تكمن في الرغبة في الإبحار وسط العالم الفني أكثر ، هي التي تدفع الشخص للدراسة الأكاديمية من أجل تأطير هذه الموهبة وصقلها والتقدم أكثر، أما الدراسة الأكاديمية وحدها غير كافية ، و إلا لماذا نجد مباراة الولوج والتي تعتبر من بين الأصعب على الصعيد الوطني، فمن بين الآلاف يُقبل 20 مترشحة ومترشح ، لأن موهبتهم ميزتهم ومنحتهم الفرصة للتكوين الأكاديمي ، فإن كان الاقتصار على الدراسة فقط دون موهبة سنحس بفراغ روح المشخص تلك الروح التي تملؤها الموهبة بالإحساس والصدق والإيمان بما نقدم .
4_ ماهي طموحاتك المستقبلية في ميدان يعتبر صعبا إلى حد ما ؟
لا يمكن إنكار ما سأواجهه من صعوبة في الميدان لأن التحدي صعب والمشكل الأكبر هو اختلاط الساحة الفنية بمن يستحقها ومن لا يستحقها، لكن يبقى التحدي والرهان الحقيقي على كل الفنانين هو إثبات ما هو الأصل وما هو التقليد وأن المجال الفني ليس مجرد بساط أحمر وليس مجرد شهرة وليس مجرد عدد متابعين على قنوات التواصل الاجتماعي، بل هو رهان قوي وبحث وعمل ودراسات معمقة قبل الوصول لكلمة (action) وهو أيضا بحث في الشخصيات في بعدها النفسي والاجتماعي وكيفية بنائها لنتجاوز مرحلة الأداء إلى مرحلة التشخيص، وهنا يكمن الفرق بين من هو مؤهل ومن ليس كذلك.
5_ بصفتك طالبة بالمعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي ، ماهو تقييمك للأعمال الرمضانية؟
بالنسبة للأعمال الرمضانية هذه السنة، بشكل عام يمكن القول أن الدراما المغربية في تطور سواء من ناحية السيناريو أو الإخراج أو حتى الأداء، لكن هناك من بين هذه الأعمال من تحمل ضعف الحبكة الإخراجية وكذا تناقضات مع المجتمع المغربي، وبرروا هذه الأخطاء بالضغط أثناء التصوير قبل الحجر الصحي ، على أيٍّ ، العمل الرمضاني الذي أحببته أكثر فنيا و تقنيا هو مسلسل “ياقوت وعنبر” ، وأتمنى أن يكون إجتهاد أكثر في السنوات المقبلة.
6 _ لاحظنا في هذه الأعمال تواجد عدد كبير من الفنانين و الفنانات الشباب خريجي المعهد و بصمهم على مستويات الرائعة و تألقهم في جل الإنتاجات الرمضانية، ألا يشكل لك هذا دافعا قويا للعمل و المتابرة و أيضا منافسة لإبراز موهبتك لإتباث ذاتك ؟
عندما أرى خريجي المعهد في هذه الأعمال أفرح كثيرا وأحس بالأمل، فرغم كل ما يقال عن صعوبة الميدان إلا أنهم حققوا ذواتهم وتألقوا بفضل عملهم وجهدهم، وهذا تحديدا ما أرغب فيه، عندما تزرع تحصد، فعندما تجتمع الموهبة بالدراسة والتكوين ما للنتيجة إلا أن تكون رائعة ومبهرة، ومهما بلغت صعوبة المجال تبقى الأولوية للأكثر تميزا .
7 _ كلمة أخيرة ؟
في الختام على كل من يملك حلما أن يتشبث به لآخر نفس في حياته،فأغلب النجاحات تبدأ بحلم، فاعمل على جعل حلمك حقيقة،ولا تلتفت خلفك ولا تسمع كلام يحبطك ولا تستسلم عند الفشل، فلولا الفشل لن تتذوق طعم النجاح .