أسدل الستار مساء أمس الأحد على أشغال ملتقى مكناس الذي نظم بشراكة بين رابطة التعليم الخاص بالمغرب والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس- مكناس، وامتد لمدة ثلاثة أيام بمدينةمكناس تحت شعار : ” التعليم المدرسي الخصوصي في أفق 2030 “، وذلك بحضور كل من محمد يتيم وزير الشغل والإدماج المهني، وعبد الهادي زويتن رئيس رابطة التعليم الخاصبالمغرب، وَعَبَد اللطيف المودني الأمين العام للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، فضلا عن مسؤولين بوزارة التربية الوطنية وخبراء وفاعلين في نفس القطاع .
وقال محمد يتيم في تصريح خاص لـ ” أخباركم ” ” لقد أكدت في كلمتي في الجلسة الإفتتاحية على أهمية الاستثمار في الرأسمال البشري باعتباره قاطرة للتنمية المستدامة، وثمن جهود الرابطةكمقاولة مواطنة، وحرص الوزارة الوصية على الارتقاء بأدوار المدرسة المغربية بمكونيها العمومي والخصوصي، موضحا أن مكانة التعليم الخاص محفوظة لكن المطلوب هو العمل من أجل أنيكون قريبا من المواطنين”، داعيا المؤسسات التعليمية الخاصة إلى “أن تكون مقاولات مواطنة ومنافسة ومشغلة، وأن تحرص على أن يكون الأستاذ مطمئنا للعمل في القطاع الخاص”، مؤكدا أنالمدرسة العمومية ينبغي أن تبقى هي الأصل، خاصة في دولة ما زالت في حاجة إلى الخدمات الاجتماعية الصحة والتعليم.، معلنا عن أن وزارته تُعِد برامج للإدماج المهني، وأن لجنة بين وزاريةستتشكل من أجل التقريب بين السوق الشغل والتكوين، داعيا المؤسسات التعليمية الخاصة إلى صياغة برامج للتكوين تراعي خصوصية القطاع.
وفِي سياق متصل أوضح عبد الهادي زويتن رئيس رابطة التعليم الخاص بالمغرب في تصريح لـنفس الجريدة، إن جزءا كبيرا من الأهداف المتوخاة من الملتقى قد جرى تحقيقها، سواء من حيثعدد المشاركين وقوة الملفات والعروض المطروحة، مما يؤكد حسب المتحدث ذاته تحول الرابطة من جمعية مطلبية إلى قوة اقتراحية، مضيفاً أن الرابطة تلقت إشارات إيجابية من الوزارة الوصيةعلى القطاع وساهمت في طمأنة الفاعلين في القطاع، وحدوث انفراج للاحتقان الذي ساد في الفترات الأخيرة، معتبرا أن تطوير المدرسة الخصوصية يظل أهم المشاريع التي تروم تصريف الرؤيةالاستراتيجية لرابطة التعليم الخاص بالمغرب، مسجلا بارتياح الانخراط الإيجابي لجميع الفاعلين في القطاع وتعاونهم وتفاعلهم مع جميع المبادرات .
من جهة أخرى أكد عبد اللطيف المودني، الأمين العام للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، في تصريح لـ ” الأول “، أن التعليم المدرسي الخصوصي يلعب أدوارا متنوعة ولهراهنيته، ويأتي في سياق تنزيل المشاريع المندمجة الرؤية الاستراتيجية (2015-2030)، التي خصصت له رافعة ك”شريك للتعليم العمومي في التعميم وتحقيق الإنصاف”، داعيا الجميع إلىالنظر للتعليم الخاص باعتباره أحد مكونات المدرسة المغربية، ورافعة من رافعاتها، فضلا عن التزامه بالمشاركة في مشروع إصلاح المدرسة لجعلها مدرسة للإنصاف وتكافؤ الفرص والمساواةللجميع ومدرسة الارتقاء بالبلاد لتعزيز انخراطها في مجتمع المعرفة . يضيف المصدر ذاته .
هذا وأكدت رابطة التعليم الخاص بالمغرب، في البيان الختامي للملتقى الوطني للتعليم الخاص بالمغرب، والذي توصلت ” أخباركم ” بنسخة منه ” مواصلة انخراطها في ورش تأهيل المواردالبشرية لمزاولة مهنة التربية والتكوين، والتزامها بالمساهمة في تطوير البحث العلمي والتربوي بالمغرب، واستعدادها للتوسع في المناطق القروية إذا توفرت الشروط الموضوعية، داعية المؤسسات التعليمة الخصوصية إلى المساهمة في توسيع انتشار التعليم الأولي ودعمه، وطالبت بتأهيل الأستاذ وفق معايير تلائم طبيعة وظيفته ويستجيب لمتطلبات مجتمع المعرفة، والإسراعببلورة وإصدار نظام جبائي ملائم انطلاقا من كون التعليم الخصوصي يؤدي خدمة عمومية، معبرة عن انفتاحها على كل المبادرات الرامية إلى تطوير أداء المدرسة المغربية، مشيرة إلى أن هذاالملتقى خصص لبحث واقع وآفاق التعليم الخصوصي، ومدى انسجامه مع الرؤية الاستراتيجية (2015-2030) للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، والمشاريع المندمجة ذات الصلة لوزارة التربيةالوطنية. على تصورهم للمدرسة المغربية من حيث أدائها وبرامجها التربوية، وتوقفوا عند الثغرات التي يعرفها القطاع، والإجراءات المطلوب تحققها لمواكبة التطور على مستوى الآلياتالبيداغوجية في ظل نظام اقتصاد المعرفة .
يذكر أن السنوات العشر الأخيرة عرفت تطورا لقطاع التعليم الخاص في المغرب، الذي يشغل أزيد من 70 ألف مدرس ومدرسة، وذلك بعد أن أصبح يشكل نسبة 15.9 في المائة من التعليمالابتدائي، و9.1 في المائة في التعليم الثانوي الإعدادي، ونسبة 8.9 في المائة في التعليم الثانوي التأهيلي .
يوسف نجيب