أنطلقت، مساء امس الجمعة، بقصر المؤتمرات بالداخلة، فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة، المنظم إلى غاية 23 نونبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتكريم عدد من صناع ونجوم الفن السابع العرب والأجانب
وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي في كلمته: “ان هذه المناسبة تتزامن مع الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، وتأتي أيضا في ظلال الذكرى التاسعة والخمسين لعيد الإستقلال المجيدـ، كما تأتي أيضا والصحراء المغربية تعيش ثورة هادئة من التنمية في إطار نموذج تنموي اقتصادي جديد، نموذج أطلقه جلالة الملك محمد السادس نصره الله في مدينة العيون قبل حوالي 10 أيام وأعطى الانطلاقة لمسيرة اقتصادية جديدة قوامها 77 مليار درهم ومن ثمارها إطلاق مناء استراتيجي كبير هنا بمدينة الداخلة، والذي سيجعل منها قبلة ليس فقط للسياحة أو للاقتصاد، بل أيضا للثقافة ولكافة الفاعلين في المجال الثقافي”.
مضيفا بان المهرجان ذاته “يشكل مشروعا تنمويا طموحا يأتي من أجل تثمين الخصوصية الثقافية الصحراوية الحسانية، وهو ما دعا إليه جلالة الملك في خطابه التاريخي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء قبل سنتين عندما دعا إلى احترام الخصوصية الثقافية الصحراوية الحسانية، ذلك أن الوحدة الوطنية والترابية مرتبطة ببناء ثقافي يعترف بهذه الخصوصيات وينطلق منها ويؤسس عليها للمستقبل، فلا يمكن أن نواجه خيارات التجزئة والتقسيم التي تنخر المنطقة ككل في الصحراء الكبرى والساحل، بدون ثقافة الوحدة، وهو ما جعل من الصحراء المغربية نموذجا مضادا لخيارات التقسيم والتجزئة، يجسد نموذجا في الوحدة وفي صلابة هذه الوحدة وفي تماسكها لأنها مبنية على اعتراف بالخصوصية الثقافية والصحراوية الحسانية”.
مؤكدا على ان المهرجان اخد عناصر تثمين هذه الخصوصية، وهو اليوم ـ يقول الخلفي ـ ” في دورته السادسة سيشكل منطلقا لإطلاق مشروع الفيلم الإثنولوجي حول الصحراء ليشكل هذا المهرجان فضاءا لتقييم الإبداعات السينمائية التي تشتغل على قضية الصحراء وعلى موضوع الصحراء وطنيا ودوليا، ومن هنا سيصبح هذا المهرجان موازيا لمشروع وطني طموح انطلق قبل ذلك في مدينة العيون مستفيدا من تراكم هذا المهرجان، وقد كان بالنسبة إلينا في الوزارة عاملا أساسيا من أجل تشجيعنا على الإيمان بطاقات ساكنة الصحراء وبعطاءاتها من أجل إطلاق مشروع الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، وذلك لأن تاريخ الصحراء المغربية وثقافتها ومجالها تعرضوا لعمليات تزوير وتحريف وتزييف من قبل خصوم الوحدة الترابية ولا يمكن للجواب إلا أن ينبعث من ساكنة المنطقة بإبداعات سينمائية وثقافية، ولهذا أنوه بنادي المنتجين السينمائية في الأقاليم الجنوبية الذي احتضن هذا المشروع وآمن به وشكل أحد عناصر إنجاحه، وعندما استقبلتهم في الرباط قبل حوال سنة ونصف وطرحوا جوابا : عليكم بالثقة في أبناء المنطقة وسترون نمودجا متجددا وآخر في الدفاع القوي عن الوحدة الوطنية والترابية كما دافع الأجداد عن هذا المشروع ولكن من زاوية سينمائية ثقافية، واليوم، ولله الحمد، هنالك المهرجان الوطني للفيلم الوثائقي بمدينة العيون، والفيلم الإثنولوجي حول الصحراء بالداخلة ومشروع اتفاقية للتكوين بين المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما والمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل من أجل الإستثمار في الطاقات السينمائية”.
و.م.ع