نور الدين الصايل ووليد سيف يناقشان باحترافية روح الهوية في السينما
تتواصل اليوم فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم العربي لمكناس، الذي تنظمه جمعية مكناس الزيتون الكبرى، وذلك بتنظيم مزيد من الفقرات التي سطرتها اللجنة المنظمة في هذه التظاهرة الفريدة من نوعها، التي شهدت ليلة السبت، انطلاقة متميزة، ما يبرز ان هذا المهرجان سيكون له شان عظيم في المستقبل.
وبفندق تافيلالت، شهدت الفعاليات التي تستمر حتى ال 21 من الشهر الجاري، صباح أول أمس الأحد، تنظيم ندوة مهمة، تمحورت حول الهوية في السينما العربية، وشارك فيها كل من الناقد السينمائي والكاتب رئيس المركز السينمائي الأسبق الاستاذ نور الدين الصايل، والناقد المصري وليد سيف، بتسيير من الكاتب والناقد حسن نيرايس.
هذه الندوة الفكرية، التي تابعها جمهور عريض من الفنانين والإعلاميين والطلبة والمهتمين عرفت ملامسة قضية الهوية في السينما العربية والدولية، خاصة المغربية منها المصرية، فضلا عن قيمة الهوية السينمائية في عدد من التجارب السينمائية العربية، وهي المواضيع التي فتحت نقاشا مستفيضا بين الحاضرين.
وليد السيف الذي اثنى على المهرجان، كتجربة سينمائية مغربية قوية، والتي ستشكل بوثقة للممارية السينمائية العربية، بطموح لا يخلو من احترافية عالية، ما يؤكد ان هذه التظاهرة السينمائية في دوراتها المقبلة ستكون حافلة بفيض من المفاجآت والقضايا السينمائية المهمة، في افق جعل السينما في الوطن العربي جسرا قويا للتقارب والتفاهم وكسر الحدود من اجل مصلحة ونماء الشعوب العربية بشكل عام.
وتناول وليد سيف في مداخلته الكثير من المواضيع التي ارتبطت بتاريخ السينما المصرية، والحركة السينمائية خلال القرن العشرين، والتي استقطبت فنانين عرب من مختلف الهويات والأجناس، في الوان فنية شتى من مسرح وموسيقى وسينما وغيرها، وهو ما ساهم بشكل كبير في طرح ومناقشة الهوية في مصر، من خلال كل تلك الاشكال الإبداعية ومنها السينما.
كما قدم سيف بالمناسبة تأملات عميقة في التجربة السينمائية المغربية التي أوضح انها تتأرجح بين التجربة المصرية والأوربية، وكذا في اللغة السينمائية، مؤكدا ان السنوات الاخيرة شهدت السينما المغربية نوعا من هضم الرؤية السينمائية الأوربية، وان اللهجة المغربية ما تزال تشكل عائقا أمام الجمهور المصري.
من جهته تطرق الصايل في مداخلته العميقة، الكثير من المواضيع، والقضايا بطريقة فلسفية ذكية، وقال”لماذا لا زلنا نطرح موضوع الهوية لأزيد من اربعين سنة دون ان نخرج بنتيجة”؟، كما حاول من خلال سبع تجارب سينمائية مغربية ومصرية ودولية، استنباط عنصر الهوية في السينما، ومدى اهتمام المخرجين بهذا الطرح بنوع من الحس الايديولوجي واللغة السينمائية الممتعة والراقية.
كما استدل الصايل في الندوة التي حضرها نخبة من الفنانين كحمد مفتاح ومحمد الشوبي وسعاد خويي، ومحمد اليونسي وهشام الوالي وكمال كمال وغيرهم، بنماذج فيلمية مؤثرة، منها فيلم” باب الحديد” ليوسف شاهين و”وشمة” لحميد بناني من المغرب، و”الرجل الذي كان يعرف أكثر من اللازم” لهتشكوك البريطاني الأمريكي، وهو الفيلم الذي صور جزء منه بلغت مدته 45 دقيقة في مدينة مراكش، ثم فيلم “أطفال الجنة” من فرنسا، واخر لطاكوفكسي من روسيا، ثم فيلم اخر للمخرج سيزار دباباس من غواتيمالا والذي حاز خلال الدورة الأخيرة من مهرجان كان الفرنسي على جائزة الكاميرا الذهبية، وهو الفيلم الذي اعتبره من اجمل الافلام التي شاهدها خلال سموم 2019و 2018.
كما تطرق ايضا الى فيلم “غزل البنات” من مصر، ومواضيع اخرى همت تجليات الهوية، والدبلجة، والبعد اللغوي في السينما، والتجسيد، والرواية المحكية، والخصوصيات السينمائية، والتكامل بين الهوية والبعد الإيديولوجي،والتقاء الهوية بالايدولوجيا والتعبير السينمائي، فضلا عن مواضيع أخرى ارتبطت بالهوية السينمائية في الفيلم العربي، والسينما في رؤياها المستقبلية والمسلسلات التي تقتل السينما واللغة السينمائية العربية المصرية التي انبهر بها الجمهور الأميركي في كثير من المناسبات.
وضمن عروض الأفلام سيتم اليوم الاثنين، بقصر البلدية في الثالثة بعد الزوال عرض الفيلم الكويتي” سرب الحمام”، وكذا الفيلم المغربي” نادرة” في السابعة والنصف مساء، ضمن المسابقة الرسمية، فيما يعرض ثلاثة أفلام ضمن فقرة بانوراما، وهي الفيلم المصري”انتبهوا ايها السادة” في الخامسة مساء، و “صمت الفراشات” بالمركب الثقافي لمنوني في التاسعة ليلا، و”في بلاد العجائب” من المغرب، بساحة لهديم في العاشرة والنصف ليلا
وكانت الدورة قد استهلت في أجواء باهرة بقصر البلدية، بكلمات ترحيبية لك من ثريا جبران ومدير المهرجان الفنان ادريس الروخ ورئيس المهرجان حسن الروخ، بتكريم السينما المصرية في شخص ثلاثة وجوه بارزة وهي الفنانة بوسي والفنان محمود قابيل والفنان عمرو سعد، فضلا عن تكريم كل من الفنان الجزائري الكبير سيدي أحمد أكومي، والممثل المغربي الكبير محمد مفتاح.
الصوفي. م