بعد المذكرة الجديدة التي وجهها وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي يوم الجمعة ، إلى رؤساء الجامعات ومؤسسات التعليم العالي غير التابعة للجامعة، والتي نصت بشكل رسمي على أنه ” ابتداء من فاتح سبتمبر 2017 لا يحق لأي طالب باحث أن يتقدم برسالة دكتوراه للمناقشة في إحدى الجامعات المغربية، إلا إذا كان ملما باللغة الأنجليزية وسبق له أن نشر مقالة واحدة على الاقل باللغة الإنجليزية في بعض المجلات ، فضلا عن تضمين الأطروحة مراجع باللغة الإنجليزية وملخصا باللغة نفسها، ناهيك عن إشراك ضمن أعضاء المناقشة، عضوا ملما باللغة الإنجليزية على أن يستثنى من هذه الإجراءات الأطروحات الخاصة باللغات ” ، عبرت التنسيقية المغربية للدكاترة والطلبة الباحثين عن رفضها لمقتضيات مذكرة لحسن الداودي، مطالبين بالتراجع عنها لأنها لا تساهم في تحفيزهم في مواصلة التعليم العالي . وفي السياق نفسه أثارت مذكرة ” الداودي “، جدلا كبيرا وسط أوساط الدكاترة والطلبة الباحثين ، حيث قال الحسين المزواري المنسق الوطني للتنسيقية المغربية للدكاترة والطلبة الباحثين في اتصال هاتفي مع ” المساء “، موقفنا هو أننا من حيت المبدأ لا نعارض هذا القرار ، لكن وجب على الوزارة قبل تنزيله الأخد بعين الإعتبار مجموعة من الحسابات، أولا كان على الوزارة استثناء المقبلين على المناقشة من هذا القرار ، فلا يعقل أن نطلب من باحث قضى 3 سنوات إلى 6 سنوات في الدكتوراه، أن يتفاجأ بمثل هذا القرار الذي سقط كالصاعقة على رأس ثلة من الباحثين، لأن المتضرر الأول من هذا القرار هم الطلبة الباحثين أصحاب التخصصات الأدبية وأيضا الباحثين العلميين المقبلين على المناقشة خاصة اذا لم ينشروا أبحاثا باللغة الإنجليزية ” . وأضاف المتحدث ذاته أنه من يعارض هذا القرار عليه ان يقترح خطوات عملية حقيقية يلتزم بالإنخراط في تنزيلها، مردفا أن أعضاء التنسيقية المغربية للدكاترة والطلبة الباحثين سبق لها أن دعت الجميع للتعاطي الفعلي مع نضالاتها، لكن منطق الإتكالية هو السائد . من جهة أخرى أشار المصدر نفسه أن مشكل اللغة الإنجليزية تعتبره التنسيقية غير مرتبط بأدوات الباحثين أو اجتهادهم من عدمه، بل المشكل في الأصل مرتبط بالنظام التعليمي، الذي يكون بالعربية تم الفرنسية، متسائلا : ” كيف نريد من طالب باحث في الأخير أن ينشر أبحاثا بالإنجليزية !!؟ “، مقترحا بالإظافة إلى ما سبق ” أن يتم الزام الجامعات بتقديم تكوينات معمقة للطلبة الباحثين وجميع الباحثين، عوض أن نترك الطالب الباحث عرضة لسماسرة اللغة الإنجليزية في المدارس الخاصة ومراكز الترجمة يضيف منسق التنسيقية . يذكر أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي لحسن الداودي سبق له أن ألقى كلمة خلال الأيام القليلة الماضية بكلية العلوم والتقنيات بجامعة الحسن الأول بسطات، أكد من خلالها أن الطلبة المقبلين على مناقشة أطروحة الدكتوراه لا يمكنهم الحصول على درجة الدكتوراه من جامعات المغرب ، إلا إذا كان لديهم مقالا منشورا بالإنجليزية، وجزء من المصادر والمراجع المعتمد عليها في أطروحتهم باللغة نفسها كذلك، مع ضرورة حضور أستاذ في لجنة المناقشة يتقن الإنجليزية، مضيفا أن هذه الإجراءات الجديدة تصب في مصلحة الطالب وفي سرعة اندماجه في سوق الشغل، معتبرا ” أنه لا يجب أن يعاني الطالب من عقدة اللغات، وأن الإنجليزية هي لغة العلم والمعتمدة الآن دوليا “، وهذا ما أثار جدلا كبيرا في صفوف الباحثين والعاملين في قطاع التعليم الذين تقدموا بطلبات تسجيل لرسائل الدكتوراه .
يوسف نجيب