تحولت أول مزرعة لتربية الإبل في هولندا بعد عدة سنوات من إنشائها لمقصد سياحي وطبي وتعليمي لدى كثير من فئات المجتمع الهولندي والأوروبي، الذي كان يجهل الكثير عن فوائد حليب الإبل.
وقد أنشئت هذه المزرعة النادرة من نوعها في أوروبا الغربية في أغسطس/آب 2006 بمدينة دينبوش وسط هولندا، وتوزع منتجها من الألبان في نقاط عدة في هولندا ودول أوروبية مجاورة مثل بلجيكا وألمانيا وبريطانيا.
ووفقا لموقع المزرعة على البريد الإلكتروني فإن الفكرة تولدت لدى صاحبها الهولندي فراك سميتس خريج المدرسة العليا للعلوم الزراعية المختص في الإبل، هذا الحيوان الذي يجهل الأوروبيون الكثير عنه، وعن فوائده الصحية، التي جاءت في دراسات بحثية أشرفت عليها المنظمة العالمية للغذاء، التي أكدت نجاعة لبن الناقة في علاج الكثير من الأمراض المزمنة.
وبدأ سميتس نشاطه بتربية الإبل عام 2006 بناقتين وجمل، استوردهم من جزر الكناري، ليصل عدد رؤوس الإبل بالمزرعة الآن لأكثر من 70.
الأبل والبرودة
ومع أن الجمل عرف بأنه سفينة الصحراء لقدرته على التكيف مع ظروف الصحراء القاسية، فإن سميتس اكتشف أيضا مقدرة الإبل على التكيف مع الظروف شديدة البرودة في أوروبا، حيث تكتسي الإبل بفصل الشتاء فروة من الشعر الطويل الذي يحميها من الصقيع.
ويقول “الجمال والنوق التي أملكها تبحث عن الدفء وتهرب من الأمطار والثلوج إلى الإسطبلات ولا تمرض إلا نادرا”.
وفيما يتعلق بسبب اختياره للأبل ذات السنم الواحد التي يطلق عليها درومادير، أوضح أن ذلك يعود لمقدرة هذا النوع من الأبل على إنتاج ست ليترات يوميا من الحليب.
فوائد صحية
وتكشف دراسات جامعية وأخرى لمنظمة الفاو عن فاعلية حليب النوق لمرضى الحساسية لخلوه تماما من مادة “بيتا لكتوغبولين” الموجودين بألبان الحيوانات الأخرى، كما أنه يعد علاجا فعالا لمرضى السكري المزمن، ويقول سميتس “نحن ننتج الحليب ونسوقه منذ سنوات ولم تصلنا حالة حساسية واحدة من لبن الإبل”.
وإلى جانب أهميتها الصحية تحولت المزرعة لوجهة سياحية وتعليمية للكثير من الأوروبيين والطلبة الذين يقصدونها من جميع أنحاء أوروبا.
مصاعب
وفيما يتعلق بالمصاعب التي تواجهها المزرعة، يوضح سميتس أن أهم المصاعب تبرز كونها الوحيدة من نوعها في هولندا، الأمر الذي يتطلب جهودا مضاعفة، وسد حاجة المستهلكين من الحليب.
كما تواجه المزرعة بعض العوائق من قبل منظمات الدفاع عن الحيوان والبلدية، التي أغلقت المزرعة عدة مرات، غير أن سميتس يؤكد أن هذه الصعوبات زادته تمسكا بمشروعه.
من جانبه يقول أحمد ذو الأصول الصومالية الذي يعمل بمتجر لبيع المواد الغذائية بمدينة أمستردام إن سعر لبن الإبل يصل لأكثر من 10 يوروات للتر الواحد، موضحا أن أكثر مستهلكيه هم من المسلمين الذين لديهم الخبرة والمعرفة بفوائده، وكثيرا ما يقصدون المزرعة مباشرة للحصول عليه طازجا وساخنا.