أرقام صادمة تلك التي كشف عنها مدير مركز الطب النفسي لعلاج الإدمان بطنجة، محمد الصالحي، الذي قال إن ما يزيد عن 15 ألف شاب وشابة مدمنين على الكوكايين والهروين بطنجة.
هذا الجيش من المدمنين، طبعا لا يتوافد كله على المركز لتلقي العلاج، رغم أنه يستقبل كل يوم أزيد من 100 شخص، تختلف معاناتهم مع اختلاف طبيعة المخدر الذي يتعاطونه، فهذا يتناول الهروين وآخر لا يتوقف عن تناول جرعات الكوكايين، فيما آخرون ربما لا يتوفرون على أموال كافية لشراء هذه المخدرات الصلبة، وبالتالي فإنهم يكتفون بالسيلسيون والأقراص المهلوسة بمختلف أنواعها.
شهادات المدمنينلا تختلف خطورتها عن خطورة الأرقام التي تتحدث عن ارتفاع أعداد المتعاطين للمخدرات الصلبة بمدينة البوغاز.
بعض المدمنين قالوا إنهم لم يكونوا أبدا مدمنين على الهروين والكوكايين وإنهم ابتلوا بهذا المخدر «القاتل» داخل السجن، «هناك تروج المخدرات الصلبة أكثر مما تروج خارج أسوار السجن»، يقول رشيد الذي تحوّل إلى مدمن للهروين داخل السجن المحلي بطنجة.
هناك شهادات أخرى لفتيات، بعضهن متزوجات وأخريات لم يكتب لهن أن دخلن إلى بيت الزوجية، يسردن تجارب مريرة وقاسية مروا منها بسبب المخدرات إنه «المونو» الذي يقلق نورا كل صباح، ولا يهدأ لها بال إلا بعد تناول جرعات من المخدر، سواء أكانت من النوع الرديء أو الجيد لا يهم. المهم هو أن يرحل عنها «المونو» (تعني هذه الكلمة حالة الهيجان الذي يحصل للمدمن عندما يكون في وضعية لا يطلب فيها شيء سوى الحصول على جرعات من المخدر.