لاشك أن الازدياد المطّرد ، والملحوظ في أعمال جريمة النصب ، والاحتيال يسببه استمرار الضحايا الكثيرين بالتحلي بالبساطة ، والسذاجة المترتبة على الخلل الكبير في القيم الثقافية، والتربوية، يسنده وجود نفوس شريرة لا يهنأ لها مقام، وهي ترى المال بأيدي هؤلاء البسطاء، ولو كان من عرق جبينهم ، وكدح أيديهم، وما كسبوه من رزق بجهد وجهيد لسد رمق عيشهم ، او يستجمعون اموالا من اجل اقتناء منزل او شيء اخر في حياتهم ، لكن هناك خفافيش ظلامية ( المحتالون والنصابون) يتربصون بهم صباح مساء ، في الاماكن العمومية ، ويسألون عنهم لمعرفة هويتهم ونقط ضعفهم من اجل اصطيادهم بشتى الطرق ، للنيل منهم وسلب اموالهم ومنقولاتهم ، او عقاراتهم او منازلهم او سياراتهم ودارجاتهم النارية ، وجعلهم يضعون ايديهم على قلوبهم حسرة وندامة لسداجتهم ، والثقة العمياء فيهم وكما يقول فقهاء القانون الجنائي : ( جريمة النصب تعد من اخطر الجرائم وهي بمثابة المفتاح لولوج باقي الجرائم الاخرى من اعتداء واغتصاب وسرقة وقتل ) بمراكش تعددت حالات النصب والاحتيال وبلغ ضحايا هذه الجريمة العشرات بل المئات ذكور واناث ، تمت ادانة هؤلاء النصابين والمحتالين قضائيا طبقا لصك الاتهام ، لكن هذه الخفافيش لازالت تتحرك وتتجول يمينا ويسارا وهنا وهناك داخل تراب مراكش ونواحيها ، مما يفرض الحذر منهم ، وعدم الثقة في اسالبيهم الاحتيالية المتعددة ، يتلونون كالحرباء ، الهدف والغاية سقوط ضحاياهم في شراك نصبهم وخداعهم واحتيالهم .
ومفهوم النصب والاحتيال قانونيا هو :
الاستيلاء على شي مملوك، بطريقة احتيالية بقصد تملك ذلك الشيء، أو الاستيلاء على مال الغير بطريق الحيلة نيته تملكه ،أو الاستيلاء على مال منقول مملوك للغير، بناء على الاحتيال بنية تملكه ، والشخص الذي يمارس ذلك يسمي النصاب، أو الدجال، أو المحتال.:
يتناول علماء اللغة الاحتيال ويريدون به ما يتعلق بالدهاء والحذق وحسن التصرف ومن ذلك ما جاء في لسان العرب: والاحتيال والتَّحَوُّل والتَّحَيُّل كل ذلك الحِذْقُ وجَوْدَةُ النظر والقدرةُ على دِقَّة التصرُّف فالمحتال لابد أن يكون حاذقا وماهرا في استدراج المراد سلب ماله كما أنه لابد أن يتميز بدقة في النظر يتبعها حسن للتصرف في ما يرده إليه من تساؤلات المسلوبين قبل الاحتيال وأثناءه وبعده.
وقد يراد بالاحتيال المراوغة وقلب الباطل حقا كما جاء في معجم لغة الفقهاء من أن الاحتيال: الحذق في تدبير الأمور، وهو التوصل بما هو حلال إلى ما هو حرام أو التوصل بما هو مشروع لما هو غير مشروع، وهو تقليب الفكر حتى يهتدي إلى المقصود ، وأكثر استعمال الحيلة ففيما في تعاطيه خبث وقد تستعمل فيما فيه حكمة، كما يطلق الاحتيال على البصير بتقليب الأمور فالمحتال يقلب الباطل وهو الكذب والتزوير والمظاهر الزائفة إلى حق لا يقبل التكذيب فينساق الناس الطبيعيون وراء هذا الباطل الملبس بلبوس الحق.
وقد يراد به الكيد كما قال الزبيدي:المُحتالٌ هو ذو الكَيْدٍ فالمحتال عظيم الكيد لأصحاب الأموال والمقدرات لاسيما إذا كانوا على جانب من البلاهة والبساطة.فيكيد لهم كل كيد حتى يستولي على ما بأيديهم.
الاحتيال في الاصطلاح:
أما الحيلة في اصطلاح الفقهاء فهي أخص من معناها في اللغة ،فهي نوع من العمل الذي يتحول به فاعله من حال إلى حال، ثم غلب استعمالها عرفا في سلوك الطرق الخفية التي يتوصل بها إلى حصول الغرض ،بحيث لا يتفطن لها إلا بنوع من الذكاء والفطنة.
الاحتيال في القانون:
أما القانونيون فيعرفون الاحتيال بأنه:فعل ادعائي كاذب معزز بمظاهر خارجية يمارسها المحتال لكي يتم له الاستيلاء على مال الغير .