نظمت مؤسسة مولاي سليمان بتنسيق العصبة المغربية للتربية الأساسية و محاربة الأمية و الجماعة الحضرية لمدينة وجدة الدورة الأولى للملتقى السنوي ” وجدة إبداعات و رجالات دورة 2013″ حول مسار المفكر و الكاتب الصوفي يحيى بن محمد العتيقي ،و قد ضم برنامج الدورة عقد ندوة فكرية بمقر المجلس الجهوي بوجدة صباح يوم السبت 28 مارس 2013 تضمنت كلمة مؤسسة مولاي سليمان بلسان رئيس جامعة محمد الأول السيد عبد العزيز صادوق نائبا عن السيد محمد علال السي ناصر صاحب مؤسسة مولاي سليمان و قد عبر من خلال كلمته عن افتخاره و افتخار الجميع بمدينة وجدة التي تنشئ مثقفين و علماء في مستوى العالم يحي العتيقي مشيرا إلى أن كافة المدن التي احتضنت كبار المثقفين كمراكش بالنسبة للمرحوم عبد الله ابراهيم و غير هذا الرجل من أعلام المغرب في مدنه المختلفة ، لهي مدن تستحق التقدير و الاكبار و العناية بها ماديا و معنويا و في أخير كلمته أكد السي ناصر الذي اعتذر عن عدم حضوره الملتقى أن مدينة وجدة فقدت بوفاة المرحوم السي يحي العتيكي رجلا متواضعا أشد التواضع و ما عرف حق معرفته و بالمقدار الذي يستحقه ، عقبته كلمته كلمة رئيس الجماعة الحضرية لوجدة و رئيس مجلس الجهة و رئيس جامعة محمد الأول و رئيس مركز الإمام الجنيد للدراسات و البحوث الصوفية المتخصصة و رئيس العصبة المغربية للتربية الأساسية و محاربة الأمية و كلها كلمات أشادت بمنتوج و عطاءات المفكر السي يحي العتيقي ، وقد نظم على هامش اللقاء معرض ضم الأعمال و المؤلفات الفكرية و التربوية و العلمية لهذه الشخصية المحتفى بها .
بعد الإنتهاء من حفل الشاي انطلقت أشغال الملتقى المتجلية في مجموعة من المداخلات من طرف عدة مفكرين حيث تضمن البرنامج ثلاث مداخلات ، المداخلة الأولى ألقتها الدكتورة ربيعة سحنون عن الرابطة المحمدية للعلماء مركز الإمام الجنيدي للدراسات و البحوث الصوفية المتخصصة و قد كان موضوع مداخلتها حول “سيدي يحي بن محمد العتيقي ، رفيق العارفين” أما المداخلة الثانية فألقاها السيد محمد شابير عن مجموعة البحث في تاريخ و تراث الشرق المغربي عرفت مداخلته قراءة في اسهامات يحي لعتيقي الفكرية و الثقافية لتختتم المداخلات بمداخلة السيد طارق العلمي عن الرابطة المحمدية للعلماء متحدثا في كلمته عن سيرة موجزة عن العالم الصوفي سيدي يحي العتيقي ، و قد قدمت بموازاة ذلك شهادات في حق المرحوم يحي لعتيقي لكل من السيد بوكيل في المجال التربوي و الديني و محمد العربي في المجال السياسي و مولاي عبد الحميد الإسماعيلي و مصطفى الرمضاني و حياة خطابي في المجال الثقافي و الفني ليعلن عن اختتام الندوة بقراءة توصيات الملتقى و توزيع الشواهد على المشاركين .
و قد نظمت بالفترة الزوالية من نفس اليوم أمسية فنية أحياها عدد من الفرق الموسيقية بمشاركة بعض الأدباء و شعراء المدينة بالمركب السوسيو ثقافي الحاج العربي سي ناصر ، مقر مؤسسة مولاي سليمان
من هو يحي العتيقي
من مواليد 1922 بوجدة ، كان حاملا لكتاب الله و هو شاب ، و هو الذي انتظم عقده مع رابطة العلماء ، قضى 20 سنة في الدراسة و التحصيل داخل الوطن و خارجه ، ثم عين في التعليم معلما فأستاذا فمديرا طيلة 40 سنة حتى سن التقاعد .و كان معلما متدربا بثانوية مولاي يوسف بالرباط سنة 1945 ثم انتقل إلى فاس كمدرس رسمي بمدرسة الدوح سنتي 46 و 1947 فمدرسة فاس الجديد سنة 1949 لينتقل بعدها الى وجدة كمدرس و شغل بعدها منصب أستاذ بثانوية عبد المومن ما بين 54 و 1956 و ثانوية مارشان بطنجة و زينب النفزاوية بوجدة كما شغل منصب الإدارة بمدرسة سيدي زيان منذ 1960 إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1982 ..و تقلد الفقيد مناصب كثيرة منها رئيس المجلس البلدي بوجدة حيث عمل و ساهم في بناء جامعة محمد الأول و الملعب الشرفي و المراكز الثقافية و الاجتماعية و التجارية ما بين 1970 و 1976 .. و عين قائدا و قائدا ممتازا و اهتم باستتباب الأمن و التنظيم و التنمية و التقدم ..
و كان يحيى العتيقي سياسيا جابه و عرقل خطط الاستعمار الغاشم فاضطهد و سجن و قد جعله محمد بن الحسن الوزاني صلة وصل بين المغرب و الخارج فنجح في مهمته ، كما كانت له اتصالات بالمرحوم علال الفاسي و المكي الناصري و اخرين من رجال المقاومة الوطنية ، و توصل بكثير من الرسائل ذات الأهمية في الوطنية و الثقافة مثل رسائل من المغفور لهما محمد الخامس و الحسن الثاني ..كما ساهم في ميدان الدعاية و الوعظ في الدعاية و الصحافة و التلفزة و المحاضرات و الندوات و الذي أخذ منه الكثير هو الكتابة و التأليف في ميادين كثيرة..و قد أهدى كثيرا من مؤلفاته إلى جهات خاصة كمسجد رسول الله (ص) بالمدينة المنورة و مركز ثقافي بالجزائر و الخزانة الملكية بالرباط و جمعية حفظ القران و غيرها.. و لعل من بين مؤلفاته و منجزاته الأدبية كتاب “الهندسة العصرية” للتعليم الحر تم طبعه سنة 1947 بالجزائر التي اتخذته مقررا رئيسيا لعلوم الهندسة، و كتاب الأدب العربي للمدارس الحرة سنة 1954 و الذي أعلن فيه المؤلف أن الملك محمد الخامس طيب الله ثراه و هو في المنفى ، هو الملك الشرعي للمملكة المغربية ، و قد وقف الاستعمار في وجهه و حجز كل نسخه حيث حوكم جنائيا لدى المحكمة العسكرية و أدخل خلالها السجن .و قد أعد المرحوم و عقب تفكير مشروع القران بالكمبيوتر بمساعدة العلماء و المقربين و المهندسين بفرنسا ..