نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوم الخميس 10 أبريل 2014 ، بدعم من السفارتين النورويجية والهولندية، جامعة تكوينية لفائدة الطلبة الصحفيين والصحافيات المغاربة الذين يمثلون مختلف المعاهد والمدارس والمؤسسات المتخصصة في علوم الإعلام والصحافة ، في إطار مشروع ” أفكار حرة ” للتكوين في مجال حقوق الإنسان تحت شعار : ” الإعلام في خدمة حقوق الإنسان “، وذلك خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 13 أبريل 2014، بالمركب الدولي للطفولة والشباب ببوزنيقة .
بداية عرفت الجلسة الإفتتاحية للجامعة حضور سفيرة دولة فلندا بالمغرب وممثلة عن السفارة الهولندية ثم حضورالعديد من الصحفيين الذين تركوا بصمة خاصة بهم في جسم الإعلام والصحافة كالأستاذ علي أنوزلا والأستاذ خالد الجامعي بالإضافة إلى ممثلين عن هيئات حقوقية،وبمشاركة 85 من الطلبة والطالبات ضمنهم 60 طالبة من مختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية والإلكترونية .
بعدئد أقدم الأستاذ علي أنوزلا على تأطير الندوة الإفتتاحية في موضوع “وسائل الإعلام وحقوق الإنسان”، حيث أكد على دور الإعلام كوسيلة للحق في الوصول إلى المعلومة، مع أهمية القيام بدور ريادي في التوعية بحقوق الإنسان وفضح الانتهاكات، وأبرز أنوزلا من خلال مداخلته مختلف الانشغالات التي تهم العمل الصحفي أخلاقيته ومهنة الصحافة مشيرا إلى المضايقات التي يمكن أن يتعرض لها العمل الصحفي من طرف سلطة الدولة والقضاء، وأردف أنوزلا قائلا : إن هناك ظاهرة جديدة تتجلى في ظاهرة الإعلام الإجتماعي أو ما يصطلح عليه بالإعلام البديل الذي أصبح له دور كبير لا يمكن أن نتجاوزه ونحن نتحدث مع صحفيي المستقبل في حماية وصيانة حقوق الإنسان ” كما تطرق أنوزلا الى قضية كالفان التي دفعت الملك إلى التراجع عن قراره، بالعفو عن مغتصب الأطفال القاصرين المغاربة،حيث أكد أن الإعلام الإجتماعي هو الذي لعب الدور الكبير في تحريك هذه القضية وفي صناعة الرأي العام.
وختم قوله أنوزلا أن الإعلام الحر والمستقل والنزيه، هو الذي يجد دعما حقيقيا من منظمات ديمقراطية حرة مستقلة ونزيهة، وزاد في قوله أن عند توافر هذين الفاعلين ” إعلام حر مستقل ونزيه ” وهيئات مدنية مستقلة وذات مصداقية ستتوفر كل الأجواء الملائمة لتطبيق وحماية حقوق الإنسان والحريات العامة بصفة قانونية .
من جهة أخرى عرفت أشغال الجامعة خلال ليلتها الأولى حضورا بارزا لصحفي استثنائي وهو الأستاذ خالد الجامعي الذي كان له لقاء مفتوح مع المشاركات والمشاركين من خلال تبادل الأفكار والتجارب حول مهنة المتاعب وانشغالات الصحفي، حيث سرد الجامعي بعض الروايات التي إستقاها من ملحمة الصحافة المغربية والسياسة العامة للبلاد، مبرزا أن المغرب لايمكن أن يستمر دون ديمقراطية حقيقية . مؤكدا على تجاهل بعض الجهات في تدبير السياسات العامة للبلاد .
أما في اليوم الثاني للجامعة فقد تميز بإلقاء عدة عروض تناولت مختلف المواضيع منها “تاريخ حقوق الإنسان” ، ” الإعلام والحقوق المدنية والسياسية” ، ” الإعلام والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية” ، العولمة وحقوق الإنسان” ،” وغيرها التي أطرها عدد من المهتمين والخبراء والجامعيين.
حيث إستمرت أشغال الجامعة حتى يوم الأحد 13 أبريل 2014، من خلال تنظيم ورشتين يوم السبت حول: كيفية النهوض بثقافة حقوق الإنسان عبر وسائل الإعلام، و وسائل الإعلام والقيم الأخلاقية للمهنة، كما تخللت أشغال الجامعة لقاءات مفتوحة مع عدد من الوجوه المدافعة عن حقوق الإنسان، كالحقوقية خديجة رياضي “رئيسة الإئتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان “، ومحمد زهاري ” رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان ” ، ثم فاطمة المغناوي” مسؤولة بمركز “نجدة ” المهتم بالنساء ضحايا العنف ” بالإضافة إلى سهرات ترفيهية وفنية .
وقبل ختام أشغال هذه الجامعة التكوينية بقليل قدموا الطلبة الصحفيين والصحافيات أعمال الورشتين للجنة المكلفة في اليوم الموالي، للغوص في بحر النقاش والتحليل بغية الوصول إلى هدفهم المنشود ألا وهو” التكوين في مجال حقوق الإنسان “، بعدئد قامت اللجنة المنظمة بتوزيع شواهد المشاركة لفائدة الطلبة الصحفيين والصحفيات، ثم إلتقاط صور جماعية تخلد فعاليات هذه الدورة .
لاشك أنها بادرة طيبة، فالصحافي ينبغي أن يتشبع بالقيم الكونية النبيلة، وذلك لكون مهنته تحمل في طياتها رسالة هادفة، من شأنها تنوير الفرد وجعله في مستوى تطلعات مجتمعه. الصحفي هو صلة الوصل، والقنطرة التي تربط النخبة المثقفة بعامة الناس، وبالتالي فانه من المهم ان تحمل الصحافة قيم حقوق الانسان وتنشرها بين المواطنين حتى لا تبقى نخبوية.
تحياتي للصحفي المتألق يوسف نجيب