قد نتوقع مباراة بدون جمهور, وقد نتخيل مباراة بدون مندوب, وقد نعيش مباراة بدون مدرب على دكة الاحتياط أو حتى على المدرجات, وقد نتابع مباراة بدون كمرات او رجال الصحافة, لكن لا أحد منا يتصور مباراة رسمية لكرة القدم بدون صفارة وطاقم تحكيمي ساهر عليها.
تلك الصفارة التي وضعت كل مجهوداتها على المستطيل الاخضر, لتضفي عليه طابع الجدية والصرامة والتنافسية والالتزام بقوانين وأخلاقيات اللعبة, وكذا الروح الرياضية التي جاءت من أجلها الكرة. فالذاكرة الكروية تحتفظ بالألقاب و كذا النتائج والبطولات والأهداف, لكنها تغض الطرف عن المحور الذي يعطي للعبة مصداقيتها, فهناك حكام خاضوا مباريات مصيرية ومقابلات ألقاب, وعاشوا ضغوطات ما قبل صفارة البداية وما بعدها.
لكن الذاكرة الرياضية تناستهم بمجرد صفارة النهاية, والحديث يجرنا إلى مجموعة من الحكام الذين أدو وأبدعوا وتفننوا في إدارة مباريات هامة من البطولة الوطنية في شقيها الأول والثاني, ومن بين هؤلاء الحكم الفدرالي السابق, ” عبد الكريم لميح “هذه الصفارة المنسية التي تشتغل اليوم كمسير بمقهى , لتضمن قوتها اليومي كان بالأحرى أن تشتغل داخل أسوار الجامعة الملكية لكرة القدم لتستفيد من خبرتها وحنكتها سواء كمراقب للحكام داخل البطولة الوطنية الإحترافية, أو بقسم الهواة, أو كمؤطر للحكام على الصعيد المحلي, أو الجهوي, ولما لا الوطني ,ردا للإعتبار وإعترافا بالجميل, حفظا لكرامة الحكام ونفضا لغبار صافرات طالها النسيان.
مراد العرابي
من أشهر الحكام الذين أنجبتهم الساحة الكروية الوطنية، حكم خلوق ونزيه و متميز. قاد مباريات مهمة في القسم الأول والثاني. إعتزل التحكيم في نهاية الموسم الكروي 2013/2014. يستحق كل التقدير والاحترام. كما يجب الإستفادة من خبرته الطويلة في المجال التحكيمي.