بعد فضيحة تعنيف أستاذ في ورزازات من أحد تلاميذه داخل القسم في الثانوية التأهيلية سيدي داود ، والإعتداء كذلك على أستاذ ﺑﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ بالرباط على يد تلميذه خلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرضت أستاذة أخرى تدعى ” رشيدة مكلوف ” أمس الأربعاء في حدود الساعة السادسة مساء لإعتداء شنيع بـ ” السلاح الأبيض” من طرف أحد تلاميذ الثانوية التأهيلية الحسين بن علي الحي المحمدي بالدارالبيضاء، وذلك خلال مغادرتها للمؤسسة، هذا وتعرض في نفس الْيَوْمَ أستاذ آخر ينحدر من منطقة ” سيدي رحال، لإعتداء بقطعة زجاجية لقنينة مكسورة في الوجه داخل القسم من طرف تلميذته بالثانوية ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ، في مدينة ﺳﻴﺪﻱ ﺭﺣﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ .
وقالت أستاذة الإجتماعيات رشيدة مكلوف في تصريح لـ ” الصحافة ” أمس الأربعاء، عقب الإعتداء عليها وهي تجهش بالبكاء، ” منذ سنة 2004 وأنا أشتغل داخل الثانوية التأهيلية الحسين بن علي في ظروف جيدة، حيث لم يسبق لي بتاتا أن وقعت في مشكل مع أحد تلامذتي، إلا أن هذه السنة صُدمت وتفاجأت بإعتداء وحشي بالسلاح الأبيض من طرف التلميذ ” المعطاوي أيمن ” خلال مغادرتي للمؤسسة، مشيرة أن السبب الرئيسي الذي دفع التلميذ الذي يدرس بالسنة الثانية ثانوي إلى الإعتداء علي بهذه الطريقة الوحشية يرجع بالأساس إلى كونه أنه سبق له أن إعتدى على أستاذة ” التربية
الإسلامية ” قبل العطلة المدرسية بأيام قلية واتخذ في حقه مجلس القسم قرار تغيير المؤسسة وكنت أنا ضمن هؤلاء الأساتذة الذين وافقوا على هذا القرار وهذا الإجراء التربوي حتى لا نشجع التلاميذ على القيام بمثل هذه السلوكات اللاأخلاقية في المستقبل ضد الأساتذة، مردفة أنه بعدما سمعت والدة التلميذ بهذا القرار جاءت للثانوية وبدأت تشتمني وتسبني أمام مرأى ومسمع التلاميذ بدعوى أن جميع الأساتذة سمحوا لإبنها إلا ” أنا ” ( الأستاذة )، موضحة أن سلوك والدة التلميذ المشين دفعني لأن أرفع شكاية ضدها بمركز الشرطة القضائية التابع لثانوية الحسين بن علي بالحي المحمدي .
وأضافت المتحدثة ذاتها أنه مباشرة بعد الشكاية بأيام قليلة، ” جاء عندي أحد تلاميذ المؤسسة بيوم قبل وقوع الحادث وأخبرني بأن التلميذ ( المعطاوي أيمن ” يحمل سكينا في يده وينتظرك أمام المؤسسة، لكنني لم أتخذ تحذيره وكلامه على محمل الجد”، مردفة ” لأتفاجأ في الْيَوْمَ الموالي خلال مغادرتي للمؤسسة في حدود الساعة السادسة مساء متجهة صوب سيارة زوجي بضربة على كتفي وضربة أخرى بآلة حادة ( لم تحدد إسم الآلة ” سكين “أو ” زيزوار ” ) على مستوى الوجه تفور منها الدماء بغزارة، موضحة أن زوجها الذي كان ينتظرها أمام باب المؤسسة نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي التابع للحي المحمدي عين السبع من أجل اتخاد الإسعافات الأولية وخياطة جرحها الغائر، متسائلة : كيف يعقل للأستاذ الذي يريد كل الخير لتلميذه أن يضرب !!؟، متأسفة من كون مهنة التدريس أصبحت ” محكورة ” على حد تعبيرها مردفة ” بغينا نقريوهوم ولينا خايفين منهم ” تضيف الأستاذة رشيدة مكلوف .
وبعد مرور ساعات قليلة من وقوع الحادث المروع تمكنت فرقة الدراجين بدائرة العنترية التابعة للحي المحمدي رفقة عناصر الشرطة القضائية بعد إستنفار أمني كبير شنته مساء أمس الأربعاء من اعتقال التلميذ ( المعطاوي أيمن ) الذي ” شرمل ” أستاذته ( رشيدة مكلوف ) بثانوية الحسين بن علي في إنتظار إحالته على الشرطة القضائية بالدارالبيضاء، هذا وفِي نفس الْيَوْم تمكنت عناصر الدائرة الأمنية التابعة لمنطقة سيدي رحال من اعتقال التلميذة التي ” شرملت” أستاذها داخل القسم بقطعة زجاجية ووضعتها رهن تدابير البحث الذي ستجريه فرقة الشرطة القضائية .
يذكر أن وزارةالتربية الوطنية والتكوين المهني سبق لها أن أصدرت مذكرة من أجل التصدي لظاهرة الإعتداءات على الأساتذة خلال الأسابيع القليلة الماضية في إطار مواصلة الجهود المبذولة من أجل التصدي الحازم لمختلف مظاهر العنف المدرسي، الذي يتعارض وقيم المؤسسة التعليمية، وينعكس سلبا على المناخ التربوي داخلها؛ فقد بات (حسب مذكرة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني) من الضروري الرفع من مستوى فعالية التدابير المتخذة ميدانيا للتصدي لجميع حالات العنف المدرسي، بما يلزم من حزم وسرعة ونجاعة، إلا أن هذه ” المذكرة ” لم توقف نزيف الإعتداءات على الأساتذة الذي مازال متواصلا لحد الآ ن .
يوسف نجيب