خلال التطورات الأخيرة التي عصفت بالتشكيل الحكومي، بسبب “رباعي أخنوش”، وبيان “انتهى الكلام” لبنكيران، وما تلاه من بلاغ القصر الذي تلاه ناطقه الرسمي عبدالحق المريني أمس الثلاثاء، الذي أعطى إشارات إلى رئيس الحكومة المكلف بضرورة خروج الحكومة والبرلمان في ظرف أقل من ثلاثة أسابيع، موعد انعقاد القمة الافريقية التي ستشهد عودة المغرب إلى مقعده الطبيعي، حتى يتيسر أمر مصادقة غرفتي البرلمان على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، فاجأ اليوم رئيس الحكومة المكلف عبدالإله ابن كيران بظهوره رفقة ثلة من قادة الاتحاد الاشتراكي يتقدمهم عبدالرحمن اليوسفي واليازغي ووالعلو، مغتنمين فرصة ذكرى توقيع عريضة المطالبة بالاستقلال، وذلك خلال افتتاح مركز الوثائق التاريخية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير.”
خرجة “شيوخ” أو “حكماء” الاتحاد الاشتراكي اليوم برفقة بنكيران، وسط توتر وانقطاع الصلة بين قياديي الوردة والمصباح، رسالة واضحة من رفاق اليوسفي المؤازر اليوم بحضور عبدالحق المريني خلال نشاط اليوم، بأن كل ما يصدر من قيادة لشكر باطلة سياسيا ولا علاقة لها بالتوجه الاتحادي.
خرجة اليوسفي اليوم هي بمثابة دخوله على خط المشاورات لتليين الخطاب بين الاتحاد والعدالة، خاصة أنها تأتي بعد تدوينة أمس لنجل زعيم الوردة التاريخي علي بوعبيد الذي ألقى بمدفعيته الثقيلة إلى لشكر، معبرا عن تضامنه مع بنكيران و”مؤسسة رئاسة الحكومة”.
أكيد أن الإشارات قد وصلت اليوم وبصوت مدوّ إلى قيادة الاتحاد الاشتراكي، بضرورة التعجيل بمراجعة مواقفها، خاصة أنها تأتي وسط هذه الظرفية الضيقة المرتبطة بسياق إفريقي حساس، من جهة، ومن جهة أخرى بالنظر إلى مكانة اليوسفي الخاصة لدى القصر، والذي كان مؤازرا اليوم بحضور المريني.
بلا شك أن احتمالات التشكيلات الحكومية عادت كلها إلى الواجهة، بعد تفكيكها إثر بيان “انتهى الكلام” بسبب رباعي أخنوش، بما في ذلك خيار أحزاب الكتلة، بمن فيهم الاستقلال والاتحاد.