في جو من الحزن الممزوج بالدموع، التأم العشرات من المواطنين بتقاطع شارعي “فال ولد عمير” و”ابن سينا” بحي أكدال، وسط العاصمة الرباط، في وقفة صامتة، للتحسيس بمخاطر الطريق عبر مطالبة السائقين باحترام حياة الآخرين، وحث الراجلين على الانتباه والحذر.
مناسبة تنظيم الوقفة، حسب أحمد علواش الداعي إليها، تتمثل في تحسيس المواطنين بمخاطر استعمالات الطريق، والتذكير بوفاة ابنه العشريني الذي صدمته سيارة، في 18 من شهر ماي المنصرم، بالمكان ذاته، عندما كان على متن دراجته النارية.
وقال المتحدث لهسبريس: “توفي ابني ياسين هنا .. فقدنا فلذة كبدنا بسبب تهور سائق سيارة..فقدنا ابننا الوحيد في ربيعه الـ22.. هذا مؤلم ولا نرغب في أن يتكرر لأسرة غيرنا، يكفي ما عانيناه ومازلنا نعانيه وسنظل نعانيه في غياب وحيدنا”.
دموع الأب المكلوم لم تمنعه من التشديد على ضرورة محاسبة المتسبب في مصرع ابنه وإنصاف روحه، مؤكدا أن السائق مسؤول في جهاز الدرك الملكي، وأضاف: “هناك تدخلات لطمس القضية، والضغط على الشهود للقول إن ابني كان يسير بسرعة، وذلك ما لا يمكن تصديقه، لأن آخر إشارة ضوئية توقف عندها الضحية لا تبعد سوى بأمتار قليلة، ما يصعب رفع السرعة إلى مستوى عال، وذلك يفند مسعى القائلين إنه كان يسير مسرعا”.
الوقفة التي امتدت لأقل من ساعة لم يتم ترديد شعارات خلالها، في حين رفعت لافتات تدعو إلى احترام حياة الآخرين، وتوخي الحذر بالنسبة للراجلين، مع الدعوة للراحل بالرحمة ولعائلته بالصبر والسلوان.
أصدقاء الراحل قاموا بتوزيع أوراق على راكبي السيارات والراجلين، تحمل تفاصيل الحادث المميت، في حين تناوب آخرون على تنظيم الحاضرين الواقفين حول المدارة التي كانت مسرحا للحادث المميت.
بايو حميدو، وهو طالب غيني، أورد في تصريح لهسبريس أنه كان شاهدا على الحادث، وأبى إلا أن يأتي للمشاركة في الوقفة، مؤكدا في روايته أن رأس الهالك تهشم بعد اصطدامه بالأرض، وتكسرت أطرافه، وموردا أن سائق السيارة كان يرتدي زيا عسكريا، وأن الضحية بدأ في البكاء من شدة الألم، داعيا بدوره السائقين إلى الانتباه رأفة بأرواح الأبرياء.
وقد طالب أصدقاء، في تصريحات متطابقة، بأن تأخذ العدالة مجراها الطبيعي، داعين لتنظيم حملات تحسيسية عبر وسائل وسائل التواصل الاجتماعي للتحسيس بخطورة الحرب القائمة على الطرقات، مشددين على أن ضرورة انخراط الجميع للحد من الظاهرة المخيفة، وفق تعبيرهم.