أكد الملك محمد السادس أن الانفتاح على اللغات الأجنبية لن يضر بالهوية المغربية، داعيا كل القوى السياسية والمجتمعية إلى الابتعاد عن الحسابات السياسية والأنانية في مناقشة إصلاح التعليم، لأنها سترهن مستقبل المغاربة بدعوى الحفاظ على الهوية.
وشدد الملك، في خطاب اليوم بمناسبة عيد العرش، اليوم الخميس، على أن التعليم هو مفتاح الارتقاء الاجتماعي لحماية الفرد من الفقر والتطرف، متسائلا عن سبب توجه المغاربة إلى تسجيل أبنائهم بالبعثات الأجنبية والمدارس الخاصة، قبل أن يجيب: “هم يبحثون عن تعليم منفتح ويوفر الانخراط في الحياة العملية”، قبل أن يجزم: “الانفتاح على اللغات الأجنبية لن يضر الهوية المغربية، بل سيغنيها”.
ودعا الملك إلى إعادة الاعتبار للتكوين المهني، حيث قال إن”بعض المواطنين لا يريدون التوجه للتكوين المهني لأنه في نظرهم ينقص من قيمتهم، وأنه لا يصلح إلا للمهن الصغيرة، بل يعتبرونه ملجأ لمن لم ينجحوا في دراستهم”، مؤكدا على ضرورة التوجه إلى هؤلاء المواطنين من أجل تغيير هذه النظرة السلبية، “ونوضح لهم بأن الإنسان يمكن أن يرتقي وينجح في حياته، دون الحصول على شهادة الباكالوريا”.
كما شدد الملك على ضرورة العمل بكل واقعية من أجل إدماجهم في الدينامية التي يعرفها هذا القطاع. وفي السياق ذاته، أكد على ضرورة الانتقال من التعليم الأكاديمي التقليدي إلى تكوين مزدوج يضمن للشباب الحصول على عمل، على اعتبار أن التكوين المهني قد أصبح اليوم هو قطب الرحى في كل القطاعات التنموية. وفي هذا الإطار، دعا إلى تعزيز معاهد التكوين في مختلف التخصصات، في التكنولوجيات الحديثة، وصناعة السيارات والطائرات، وفي المهن الطبية، والفلاحة والسياحة والبناء وغيرها، وتوفير تكوين مهني متجدد وعالي الجودة، ولا سيما في التخصصات التي تتطلب دراسات عليا. وأعرب الملك عن ارتياحه للمستوى الذي وصل إليه المغاربة في مختلف التخصصات المهنية، “وهو ما جعل بلادنا تتوفر على يد عاملة ذات كفاءات عالية، مؤهلة للعمل في مختلف المقاولات العالمية، خاصة منها التي تختار المغرب لتوسيع استثماراتها وزيادة إشعاعها.