تجسد الحرص الراسخ لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، على النهوض بالتكوين في فن الخط ، باعتباره فنا متجذرا في التاريخ الغني للمغرب، مرة أخرى، يوم الجمعة، من خلال إشراف جلالة الملك، بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني، على تسليم شواهد لفائدة خريجي شعبة فن الخط بأكاديمية الفنون التقليدية للدار البيضاء.
كما يعكس هذا الحفل عزم جلالة الملك، على الحفاظ وصيانة والارتقاء بالأبعاد الفنية والثقافية للهوية المغربية الأصيلة، الغنية والمتنوعة، ورؤية جلالته المستنيرة الرامية إلى تأهيل قطاع الصناعة التقليدية ومجموع مهنها، لاسيما تلك المهددة بالاندثار.
وهكذا، سلم جلالة الملك شواهد التخرج لتسعة تلاميذ. ويتعلق الأمر بكل من عبد اللطيف البوعناني، وسعد وردان، ورشيد بودهك، وعبد الحكيم بورضى، ومحمد العسري، وابتسام الحيمر، وجلال حديدو، ومحمد عمري، وإبراهيم المساوي.
وقد تمكن الطلبة الخريجون، أثناء دراستهم بأكاديمية الفنون التقليدية، من متابعة حصص نظرية وتطبيقية، وحضور ملتقيات، وندوات، وأعمال في الورشات، وتطبيقات ميدانية وتداريب. وقد تلقى الخريجون جميع المعارف العلمية والتقنية والمهنية الضرورية لجعلهم يتقنون فن الخط، وتطوير الملكات الفنية الأساسية، وإنجاز أعمال للبحث والابتكار.
وتعد أكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء، التي كان جلالة الملك، حفظه الله، قد دشنها في 31 أكتوبر 2012، مؤسسة لتكوين الأطر العليا والبحث في مجال الفنون التقليدية (صباغة الخشب، النحت على الخشب، الزليج، الجبس، المصنوعات الجلدية، الحياكة، وصناعة المجوهرات …). حيث تمكن المتدربين الشباب من الولوج إلى عوالم الإبداع والتميز، وتوظيف التكنولوجيات الحديثة ومحاكاة مناهج التدبير الحديثة.
وتعد أكاديمية الفنون التقليدية، وهي إحدى المكونات الأربع لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، الفريدة من نوعها على المستوى الوطني، والنادرة مثيلاتها على المستوى الدولي، مشروعا رائدا في مجال التكوين في الفنون التقليدية، إن من حيث الإتقان أو المعارف العلمية والتكنولوجية والتاريخية.
وبهذه المناسبة ، قدم الطالبان عبد اللطيف البوعناني وإبراهيم المساوي لجلالة الملك لوحتين تجسدان مختلف أنماط فن الخط المغربي. كما قدم السيد محمد أمزيل ، أستاذ بأكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء ورئيس الجمعية المغربية لفن الخط لجلالته لوحة لفن الخط من إبداعه.
كما تميز هذا الحفل ، بزيارة جلالة الملك لمعرض فن الخط المنظم من طرف مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء والجمعية المغربية لفن الخط، تحت عنوان “إشراقات الحرف”.
ويمنح هذا المعرض الذي يضم 80 لوحة من إبداع 46 فنانا خطاطا ، من بينهم فائزون بجائزة محمد السادس لفن الخط المغربي وطلبة أكاديمية الفنون التقليدية ، لمحة شاملة ودقيقة ومتقنة حول وضعية فن الخط العربي بالمغرب ، باعتباره تعبيرا فنيا.
ويأتي هذا المعرض الذي يعد خير تجسيد للعناية الملكية السامية بنساء ورجال الفن، لتعزيز مختلف المبادرات التي يتخذها جلالة الملك من أجل تقوية الإشعاع الثقافي للمملكة ، لاسيما إنجاز متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ، وإطلاق أشغال إنجاز المسرحين الكبيرين للرباط والدار البيضاء ، وكذا تنظيم معرضين بباريس حول موضوعي “المغرب المعاصر” بمعهد العالم العربي ، و”المغرب الوسيط، إمبراطورية من إفريقيا إلى إسبانيا” بمتحف اللوفر.
و.م.ع