مستقبل غامض ينتظر مشاريع استثمارية ضخمة لرجال أعمال سعوديين، شملهم “الزلزال السياسي” في نسخته السعودية، ويوجدون حاليا خلف القضبان.
ولعل أبرز المشاريع، والاستثمارات، التي يُطرح أكثر من سؤال حول مصيرها، تلك المتعلقة برجلي الأعمال “بكر بن لادن”، و”محمد العمودي”، اللذين شملتهما الاعتقالات الأخيرة، وكان الأول أقد علن، قبل ثلاث سنوات، عزمه استثمار ملياري دولار في المغرب، بينما الثاني قاد مصفاة البترول «سامير» نحو الإفلاس، إذ يوجد ملف قضيتها اليوم داخل ردهات المحكمة التجارية.
“بكر بن لادن”، شقيق زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وأكبر مستثمر عقاري في المملكة العربية السعودية، حظي قبل ثلاث سنوات باستقبال خاص في المغرب، ووقع مذكرات تفاهم مع مؤسسات عمومية مغربية تحت إشراف حكومي، ولعل أبرز مشاريعه تلك المتعلقة بإقامة مدينة جديدة على مساحة 250 هكتارا، في منطقة بوسكورة، المشروع رصد له غلاف مالي، قدره 60 مليون دولار (57,18 مليار سنيتم)، ويهدف إلى إنشاء امتداد حضري عصري للعاصمة الاقتصادية للمغرب.
وأُعلن، آنذاك، أن المشروع انطلاقة لمجموعة من المشاريع، التي تعتزم مجموعة “بن لادن” إنجازها في المغرب، والتي تقدر قيمتها الاستثمارية بنحو ملياري دولار (أزيد من 1904 مليار سنتيم).
وللإشراف على مشاريعه الاستثمارية في المغرب، أنشأ “بن لادن” شركة “غاران” برأسمال بلغ 920 مليون درهم، يملك فيها نسبة 80 في المائة من الرأسمال، فيما تعود حصة الـ20 في المائة المتبقية، إلى كل من الشركة العامة للمقاولات والبناء، لمالكها رجل الأعمال المغربي محمد بوزبع، يقتسمها مع مالك مجموعة “أجانا” العقارية.
“بن لادن”، لم يكتف بالاستثمار في قطاع العقار فقط، بل دخل على خط الاستثمار في قطاع الاقتصاد التضامني في المغرب، ووقع في غشت 2014 في الرباط على مذكرة تفاهم مع مكتب التسويق والتصدير، تقوم بمقتضاها شركته «الشرق الأوسط للتنمية»، بتقديم دعم أنشطة المكتب في مجال الاقتصاد التضامني، وذلك تحت إشراف وزارة التجارة الخارجية، التي كان يوجد على رأسها آنذاك التجمعي محمد عبو.
ويكتنف الغموض، أيضا، مصير شركة “سمير” لتكرير البترول، التي يملك الملياردير السعودي، محمد العمودي، رئيس شركة «كورال بيتروليوم»، أزيد من 67 في المائة من رأسمالها، وقادها نحو الإفلاس، بعدما تجاوزت ديونها 43 مليار درهم، وأصبحت مطالبة بأداء 13 مليار درهم للجمارك، و10 ملايير للأبناك المغربية، و20 مليارا للأبناك الأجنبية.
وبعدما قررت محكمة الاستئناف التجارية في الدارالبيضاء، في يونيو الماضي، تأييد الحكم الابتدائي، القاضي بتصفية “سامير”، بسبب أزمة الديون، التي تحاصرها، أجلت المحكمة نفسها، قبل أيام الحسم في الملف إلى الـ13 نونبر المقبل.
ويواجه العمودي، حاليا، تهما تتعلق بالفساد، بحسب تقارير إعلامية سعودية، بينما كان تلقى رسالة من المحيط الملكي السعودي قبل سنوات، مفادها أن عليه تسديد ديونه المتراكمة في المغرب.
وبدأ “العامودي” جمع ثروته منذ أن عمل في قطاعي العقار، والإنشاءات، ليتحول بعد ذلك إلى شراء مصاف للنفط في السويد، والمغرب، وتقدر ثروته بنحو 13.5 مليار دولار.
وكالات