الرجاء البيضاوي كان الموسم الماضي يقدم على أرضية الملاعب الوطنية، مباريات رائعة مع مدربه امحمد فاخر،
أن ما نشاهد عليه الرجاء البيضاوي اليوم، نقول بأنه تقمص شخصية فنية جديدة لا تخرجه عن أسلوبه الإحتفالي الذي يميزه منذ عقود من الزمن، ولكنها تمتعه بكثير من النجاعة والواقعية
وتبرز خصوصيات هذا الأسلوب في التحويرات التكتكية والتوظيفية التي باشرها المدرب الإسباني غاريدو منذ أن تسلم مقاليد الإدارة التقنية لفريق الرجاء، ولعل أبرزها المهمة الجديدة التي أناطها بكل من القشاش الرائع عصام الراقي والمهاجم الخلاق عبد الإله الحافيظي، ما أعطى للأداء الكثير من الإنسيابية.
وكانت المباراة أمام الفتح بملعب مولاي الحسن عن إياب الدور ثمن النهائي لكأس العرش ومباراة الأمس أمام شباب خنيفرة عن ذهاب دور الربع شاهدتين على هذا التحول الكبير الذي حدث في منظومة لعب الرجاء البيضاوي بإبداع من المدرب الإسباني غاريدو، الذي أبان عن إحترافية كبيرة، إذ برغم المشاكل التي صادفها يوم حضوره للمغرب ودخوله المعسكر التدريبي الأول في غياب شبه تام للاعبين الأساسيين الذين كانوا وما يزالون على خلاف مع إدارة الرجاء بسبب تأخرها في صرف مستحقات مالية يعود أكثرها للموسم الماضي، فإن غاريدو الذي تعود على العمل في أجواء إحترافية، لم يقفز من السفينة هربا أو إستسلاما، بل واصل التحدي وواجه الحقائق بروح إيجابية، فاستطاع إستمالة اللاعبين وتوعيتهم بأن مهنتهم تقتضي أن يتواجدوا في أرضية الملعب من أجل العمل وربح المباريات، ما دام أن حقوقهم مضمونة بقوة العقود.
هذه النوعية من المدربين المجلوبين من أوروبا هي ما تحتاجه كرة القدم الوطنية لكي تتطور، مدربون خلاقون واحترافيون وبقدرة عالية على التطابق مع الظروف والبيئة الكروية.
مؤكد أن هناك شوائب كثيرة تعتري هذا الأسلوب الفرجوي والواقعي للرجاء، وقد شاهدنا منها عينة في مباراة الأمس أمام شباب خنيفرة، حيث السقوط في الإستسهال وأخطاء التمرير، ليتأكد أن طريق غاريدو لتقديم أسلوب الرجاء بأعلى درجة من الإتقان ما يزال طويلا وما يزال بحاجة لكثير من العمل، على أمل أن تزول من سماء الفريق الغمامات الداكنة المتمثلة في الأزمة المالية الخانقة وفي الإقتتال في اعلى منصة لتسيير الرجاء العالمي.
وكالات