طالب العائدون من مخيمات تندوف والفارين من جحيمه، المدعمين من طرف بعض جمعيات المجتمع المدني ” جمعية حنا واحد للدفاع عن الوحدة الترابية / التنسيقية الأوربية للحكم الذاتي بفرنسا / المنظمة المغربية للوحدة الوطنية “، الأسبوع المنصرم كل من المنظمين للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان والرأي العام الوطني والدولي، بإصدار توصيات خاصة تهدف بالخصوص إلى تعرية سلوكيات جبهة انفصالي البوليساريو ووضع حد لمعاناة المحتجزين وتسهيل عودتهم لأرض الوطن، وذلك بعدما تبين لهم عدم إدراج أي ورشة أونشاط لدراسة أوضاع حقوق الإنسان بمخيمات تندوف والظروف المأساوية التي يعاني منها الأطفال والنساء والشيوخ داخل معتقلات البوليساريو حسب بيان جمعية العائدين .
وفي نفس السياق أشار البيان نفسه والذي تتوفر ” أخباركم ” على نسخة منه،إلى تعريف الرأي العام الدولي بالحالات الإنسانية لعدد من المواطنين الصحراويين الراغبين في العودة لوطنهم المغرب، والسماح للمفوضية العليا للاجئين والهيئات التابعة للأمم المتحدة من أجل إحصاء سكان ومحتجزي المخيمات للوقوف على تجاوزات جبهة البوليساريو التي تستغل إحصائياتها الخيالية من أجل الإغتناء من المساعدات الإنسانية الموجهة لسكان المخيمات .
وقال راكب محمد لمين رئيس جمعية العائدين للوحدة والتنمية بالسمارة، في تصريح لجريدة ” أخباركم المغربية “، انه مستغربا من عدم قيام المجلس بورشة خاصة بانتهاكات حقوق الإنسان، خصوصا أن معظم العائدين عاشوا 30 سنة من المأساة والشتات داخل مخيمات تندوف، مشيرا في نفس الوقت أن سكان هذه المنطقة يحرمون من أبسط حقوقهم في التعبير، معلنا تضامنه اللامشروط مع شباب التقية الذي استطاع أن يكسر جدار الصمت من داخل المخيمات، مضيفا بنبرة حادة أن هذه القيادات الفاسدة التي جذمت على صدور أهالينا ورعايا صاحب الجلالة في مخيمات تندوف، عمرها أربعين سنة مع العلم أن هذه الأخيرة لم يختاروها اللاجئين في مخيمات تندوف بملء إرادتهم، بل اختارتها لهم قيادة البوليساريو وصنيعتها ” الجزائر ” .
وأضاف راكب لنفس الجريدة أن معظم المحتجزين المغاربة يعانون كثيرا داخل مخيمات تندوف، طالبا من السلطات الجزائرية أن يرفعوا أيديهم عنهم حتى يتمكنوا من العودة إلى أرضهم وأصلهم ووطنهم الأم ” المغرب “، متمنيا كذلك من أشقائنا في الجزائر والسلطات وليس الشعب الجزائري أن يقلّبوا منطق الأخوة والجورة على منطق الجفاء، وأن يفتحوا الحدود وأن يكونوا جزءا من الحل لا جزءا من المشكل، مثمنا عاليا الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى 39 للمسيرة الخضراء، مردفا أنه كان خطابا تاريخيا ومحطة حاسمة، معلنا في نفس الاتجاه عن تجندهم الدائم وراء الملك محمد السادس وعن انخراطهم التام في التعبئة الشاملة وعن مساهماتهم في بلورة النموذج التنموي المرتقب للأقاليم الجنوبية، والذي لا ريب فيه أنه سيمكن أبناء هذه المنطقة من المشاركة في تدبير شؤونهم بأنفسهم، مؤيدا كذلك مقترح الحكم الذاتي الذي جاء به الملك محمد السادس سنة 2006، حيث اعتبره مشروعا عادلا يمكن الصحراويين المغاربة من تسيير أنفسهم بأنفسهم تحت السيادة المغربية، مضيفا أنه مشروع مجتمعي سيساهم في بناء المغرب العربي الكبير، وسيساهم أيضا في إرساء الأمن في المنطقة .
وختم قوله رئيس الجمعية بتوجيه نداء إلى إخوانه وأهاليه في مخيمات تندوف، سائلا الله عز وجل أن يفك أسرهم وأن يحررهم من جبروت هذه القيادة وصنيعتها السلطات الجزائرية، وأن يعلموا علم اليقين أن المغرب مغربهم ووطنهم يمد أيديه لهم ويفتح حضنه لهم، متمنيا لهم المبادرة بالعودة إلى أرض الوطن في القريب العاجل، للمشاركة معهم كعائدين في تنمية الأقاليم الجنوبية.
ومن جهته صرح أحمد بنزضوك منسق عام لجمعية ” حنا واحد للدفاع عن الوحدة الترابية ” لنفس الجريدة بإدراج توصيات تصب في اتجاه تدخل المنتظم الدولي للضغط على السلطات الجزائرية من أجل السماح لهيئات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية بزيارة المخيمات والوقوف على حقيقة الأوضاع هناك، مضيفا في نفس السياق أنه يجب على المجتمع الدولي أن يضغطوا على السلطات الجزائرية، من أجل تمتيع سكان المخيمات من حرية التنقل والسفر وحرية الرأي والتعبير الكفيلة بتوضيح مواقفهم الحقيقية من النزاع المفتعل بالصحراء .