يلتقي نهاية الاسبوع الجاري بمدينة البوغاز فريقا اتحاد طنجة والمغرب التطواني في ديربي الشمال ،الذي طال انتظاره لسنوات طويلة ، وهي مواجهة كروية بين غريمين قد تتباين تجربتهما في قسم الصفوة الا أن طموحاتهما تتشابه هذه السنة .
ورغم أن الفريقين معا يعدان العدة بشكل مكثف لهذه المقابلة ، إلا أن المقابلة في حد ذاتها ستجرى في ظروف خاصة يجتازها فريق المغرب التطواني ، الذي أقصي من عصبة الابطال الافريقية ومن كأس العرش وتحصله على نتيجتين سلبيتين في الدورتين السابقتين ، في وقت تمكن اتحاد طنجة من كسب ثلاث نقط من المقابلتين السابقتين رغم انه اقصي بدوره من منافسات كأس العرش .
ومن هذا المنطلق ، فإن المقابلة ورغم تزامنها مع بداية الموسم الكروي ، فإنها ستكون بمثابة المنعطف ، الذي يسعى من خلاله كل فريق إلى أن يحقق خلاله النتيجة الطيبة ، التي ستدعمه لمواجهة القادم من الدورات بمعنويات مرتفعة ،خصوصا وان الحديث والتعليقات المرتبطة بالديربي يطول أمدها وقد يؤثر بالسلب او بالإيجاب على مجرى الاحداث خلال المقابلات القادمة .
ويبقى البعد النفسي المتحكم الاساسي في نتيجة ديربي الشمال ، الذي يستقطب عادة جمهورا غفيرا على شاكلة الديربيات الكبيرة المغربية والاجنبية ،بغض النظر عن مدى قوة كل فريق هذا الموسم وتحضيراته الأولية ومؤهلاته البشرية ، التي قد ترجح كفة اتحاد طنجة بعد ان استقطب العديد من الاسماء البارزة الوطنية والاجنبية في وقت تخلى المغرب التطواني عن أجود عناصره لأسباب يرجعها مسيرو النادي التطواني الى الضائقة المالية .
وقد لا تكسب نتيجة المقابلة الفريق المنتصر الا ثلاث نقط ، وهي لا تساوي الشيء الكثير في بداية الموسم عادة ،الا ان المنتصر في المقابلة قد يتربع على عرش الزعامة بالمنطقة في انتظار مواجهة شباب الريف الحسيمي في ديربي اخر شمالي ويحقق ذاته في بطولة سيكون التنافس للفوز بها او احتلال المراتب المتقدمة قويا تعكسه الطموحات المعبر عنها لأقوى الفرق الوطنية والاستعدادات المبكرة ودخول فرق جديدة على خط المنافسة كاتحاد اكادير واولمبيك اسفي وغيرهما .
واذا كانت الاشاعات تقول بعدم الترخيص لجمهور تطوان للتنقل الى ملعب طنجة ،الذي يسع لأزيد من 45 ألف متفرج ، لحضور مقابلة الديربي مخافة وقوع احداث لا رياضية ،فإن الواقع يؤكد أولا تشبع جمهور الفريقين بالروح الرياضية ونضجهما وترفعهما عن القيام بممارسات بعيدة عن الاهداف النبيلة للرياضة ، وثانيا رغبة كل عشاق كرة القدم بالمنطقة الشمالية لحضور هذا العرس الرياضي ،الذي لم تشهده مدينتا تطوان وطنجة منذ سنوات طويلة ،وهو ما سيضفي على المقابلة جوا بديعا قد يبصم على ديربي نوعي جديد يمنح صورة جميلة عن الكرة المغربية ،خاصة وان جمهوري المدينتين مشهود لهما بالأخلاق الرياضية العالية وحبهما لفرجة الكرة بالجارة الاسبانية ، التي قلما نسمع عن حدوث أحداث شغب بها او حصول شرود عن نطاق الكرة التي تقوم على الاخلاق والمنافسة الشريفة.
ولا شك بأن الأخوة ستسود ايضا على أرضية الملعب ،خاصة وأن عددا من لاعبي اتحاد طنجة سبق وأن جاوروا فريق المغرب التطواني في فترات سابقة ، كالعميد الحارس محمد بيسطارة واللاعبين رفيق عبد الصمد وفوزي عبد الغني وزكرياء الملحاوي ، والذين تجمعهم صداقات مع عناصر المغرب التطواني ،كما يجمعهم الفريق الوطني للمحليين ، وهو ما قد يضمن عدم خروج المقابلة عن نطاقها الكروي .
كما أن الرابح الاكبر من هذه المقابلة هو سمعة الكرة الوطنية ،التي تشق طريقها بثبات نحو التألق عبر تغيير لم يطل فقط البنيات التحتية ونظم التسيير بل وايضا التعاطي مع الشأن الكروي بعقلية احترافية أعطت لكرة القدم المغربية حضورا متميزا ضمن البطولات العربية والافريقية في أفق عودة النوادي الوطنية والمنتخبات الوطنية الى التوهج قاريا ودوليا .