خرج عزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل، في تدوينة جديدة على صفحته على “الفيسبوك” لينتقد ما يصفه ب “التحكم”، متهما إياه بأنه يسعى إلى “الهيمنة على الدولة والمجتمع”.
وكتب الرباح، وهو عضو “الأمانة العامة” لحزب “العدالة والتنمية”، إن “التحكم اليوم ضعيف”، ويسعى إلى فرض نفسه على الجميع عبر محاولاته التسلل إلى “مواقع الوساطة بين الدولة والمجتمع”، و”فرض إتاوات تحت الطاولة على البعض بمناسبة الانتخابات وغيرها”، و”تعيينه لأتباعه في المناصب العليا”، و”منح الصفقات بالضغط والتدخلات”، و”التدخل في مسار القضاء ضعيف الضمير لصالح أتباعه أو ضد منافسيه”، و”حماية البعض ضد إدارة الضرائب”، و”توجيه الصحفيين لصناعة خبر دون آخر”، و” دفع بعض المؤسسات لاستصدار تقارير تطعن في قرار وتمجد أخر”.
“التحكم” في قاموس “العدالة والتنمية”
إلا أن الرباح، لم يوضح من خلال تدوينته التي نشرها صباح يوم الأحد 19 يونيو الجاري على حسابه على موقع “الفيسبوك”، ماذا يقصد ب “التحكم”، أو من يمثل هذا الاتجاه، مكتفيا بالهمز واللمز.
يشار إلى أن كلمة “تحكم” في قاموس حزب “العدالة والتنمية” يشار بها إلى حزب “الأصالة والمعاصرة” الذي أسسه فؤاد عالي الهمة، مستشار وصديق الملك، لكن زعماء الحزب، باستثناء زعيمه عبد الإله بنكيران، نادرا ما يجرؤون على ذكر مؤسس الحزب بالاسم.
وتأتي تدوينة الرباح بعد تدوينة أخرى هاجم فيها المؤرخ المعطي منجب الذي سبق له أن انتقد مباشرة المستشار الخاص للملك محمد السادس، فؤاد عالي الهمة، ووصفه بأنه “قفاز السلطة” الذي تواجه به معارضيها. وفي تلك التدوينة اتهم الرباح المؤرخ منجب بأنه يسعى إلى بث الفتنة داخل المجتمع.
مواجهة “التحكم” “فرض عين”
ومن خلال تدوينته الجديدة يذهب الرباح من خلال لغة الترميز، إلى ما سبق أن فصل فيه المعطي منجب الذي انتقد مباشرة الجناح السلطوي داخل الدولة ممثلا في مستشار الملك فؤاد عالي الهمة والأجهزة التابعة له.
ومما كتبه الرباح في تدوينته الطويلة نسبيا، أن التحكم يسعى دائما “للهيمنة والاستئساد وإضعاف الجميع للسيطرة على القرار، و لذلك وجب على الدولة والمثقفين والسياسيين والاقتصاديين، أن يتحملوا مسؤولية المواجهة وأن يقطعوا مع من يريد أن يصنع جدارا ليقرب هذا ويبعد ذاك ويحدث الخصومة وعدم الثقة بين الدولة والمجتمع والقوى الوطنية”.
وأضاف وزير التجهيز والنقل، أن “مقاومة التحكم اليوم واجب بل فرض عين، ومقاومته اليوم غير مكلفة، لكنها غدا لن تكون كذلك، بل سيصبح خطرا يهدد الجميع”، مسجلا أنه ” من انحاز لخيار المقاومة والنضال سيصيبه أذى التحكم، لكنه لن يتخلى عن رسالته من أجل وطنه وشعبه”، وأن “الدولة لن تسمح بتمدد هذا الخطر لأن القائمين عليها يتذكرون الكلفة الباهظة من الضرر والكساد والفساد والانقسام الذي تسبب به رموزه عبر التاريخ”، داعيا المجتمع إلى اليقظة و”دعم الدولة في مواجهة التحكم”.
تعليقات مستغربة
من جهة أخرى لاقت تدوينة الرباح الجديدة الكثير من الاستغراب على صفحته، خاصة وأنها جاءت مناقضة لما سبق أن عبر عنه في تدوينته السابقة التي انتقد فيها تصريحات المؤرخ منجب.
وذهبت بعض التعليقات إلى الربط بين هذه التدوينة وما حملته للاتجاه الذي يصفه الرباح ب “التحكم”، والخبر الذي تداولته بعض المواقع الإجماعية من كون عبد الإله بنكيران أوصى أعضاء حزبه بالامتناع عن التصويت للرباح في انتخابات الحزب الداخلية. وسبق لعضو قيادي في الحزب هو خالد الرحموني، أن هاجم الرباح بعد انتقاده لتصريحات منجب، ووصفه ب “القلوش”، وهو تعبير يفيد بأنه مجرد أداة في يد من يحركونه.
م ي