أخباركم : زكرياء تيشوة
في اليوم العالمي للجبال أود أن أسلط الضوء على حال سكان الجبال في فصلنا هذا آلى وهو الشتاء، الثلج في الأفق و المعاناة في السفح
عائلات بلا سقف منيع و لا أرض مفرشة، فراشهم الأرض و غطائهم السماء، عنوانهم الآلام و المعاناة، قطرات ماء متجمدة على صدورهم، دموع تسيل تاركتا آثارها كسيل جارف مرَّ على خدودهم، برد قارص، أيادي مشقوقة تنفجر منها براكين صغيرة من الدم، لتستمر معاناة أطفال المناطق المرغومة على العزلة، فكلما قدم الشتاء ينكسر معه قناع الكذب و الخداع لتتلاشى معه البنية التحتية لتظهر الحقيقة، إنقطاع الطرق، الماء و الكهرباء، أنذاك تلبس الجبال حلتها البيضاء التي تسحر الأنظار، يقال بأنها ثلوج بيضاء جميلة المظهر لكن ماهي إلا بثلوج سوداء لما تأتي معها من آلام و معاناة، مناظر جميلة في الأعالي، و بالسفح تهميش، فقر، و أمية، ليمتزج الجمال بمعاناة الاطفال و الشيوخ، أطفال صغار أصابعهم الصغيرة في جيوبهم على أن تستمد منها بعض الدفئ و أسنانهم تسطك و لا أحد يسمعه فصوتهم إعتاد الرجوع اليهم على شكل صدى، هذا كله أنهم تعرضوا لإحتيال سياسي، مناطق تتوفر فيها كل ظروف الفقر؛ أطفال لا يلجون المدارس، فقر، تهميش، أمية، و اللامبالاة، فكيف لنا أن نتغنى بالبرنامج التنموي الجديد ونحن نحتل نفس مرتبة الصومال في الفقر المرتبة 126، فضلا عن تدني الخدمات الإجتماعية، فيوما بعد يوم تتسع دائرة الفقر بالبلاد، هذا مالانريده لبلادنا فتقدم الدولة يقاس بالعقول و القيمة التي تعطى لمواطنيها؛ فإن عملت الدولة على إحترام مواطنيها و حبهم؛ فهم بدورهم يعملون على المساهمة بأفكارهم، و مواهبهم و ثقافاتهم لتقدمها، ليس أن نكون سادرين في الضلام و زراعة الدعر و الخنوع في قلوب أبناء المجتمع، فالقيمة هي الركيزة الأساسية للرقي بالأشياء فمابلك بالأشخاض، فبدونها أنت لا شيء فالذهب مثلا المجتمع من أعطى له القيمة التي أصبح فيما عليه اليوم، فلولاها لأصبح مثل القصدير و العكس صحيح، و نفس الشيء يقال عن الإنسان فبدون قيمة فأنت في ضلام منسي. ” تخيل نفسك في جزيرة وحيدا و هذه الأخيرة خالية من كل وسائل العيش لا متاجر لافنادق ولك صندوق من أوراق نقدية فتلك الأوراق لا قيمة لها بالنسبة لك فلو جائك برد مثلا قد توقد بها نارا تحميك من البرد فهذا هو واقعنا المعيش اليوم ليصبح المجتمع عبارة عن بقرة حلوب تلد في خمس سنوات لأخرى ليتم حلبها طيلة السنوات الأخرى، لنتسائل دائما لماذا تتصاعد وثيرة الاحتجاجات دون إيجاد حل لذلك حل لاوجود له في الواقع، أنحن في حرب باردة ضحيتها المجتمع .