كشف مصدر موثوق لـ ” أخباركم المغربية ” أن وزارة الصحة أقدمت هذه الأيام على تعيين مسؤول متورط في اختلالات مالية سابقا ( إدريس بلعلو ) في منصب رئيس المصالح الإدارية و الاقتصادية الإقليمية بمندوبية الصحة بالمحمدية، مشيرا في نفس الوقت أن هذا التعيين يعتبر خارج الضوابط القانونية التي تتعلق بكيفيات تعيين رؤساء الأقسام ورؤساء المصالح بالإدارات العمومية بناء على مرسوم رقم 681-11-2 صادر في 28 من ذي الحجة 1432 (25 نوفمبر 2011)، والذي أرسى معايير موضوعية دقيقة تقوم على معايير الكفاءة و النزاهة والخبرة والتجربة العمليتين والتكوين .
وفي السياق ذاته أوضح المصدر نفسه الذي طلب عدم ذكر إسمه أن هذا التعيين الذي وصفه بـ ” المشبوه ” يضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص والاستحقاق والشفافية والمساواة طبقا لمقتضيات دستور المملكة المغربية ولا سيما الفصلين 49 و92 منه؛ خاصة و أن هذا المسؤول له سوابق عندما كان بمندوبية الصحة بسطات سنة 1993، مردفا أن الطامة الكبرى والخطير في الأمر هو أن وزارة الصحة سبق لها أن أعفته من منصب رئيس المصالح الإدارية و الاقتصادية بمندوبية الصخيرات – تمارة بقرار وزاري يوم 03 يوليوز 2009، بعد تورطه في ما وصف بـ ” الإختلالات المالية ” و أحيل ملفه على القضاء ، عندما كان يزاول المعني بالأمر مهام رئيس المصلحة الإدارية والاقتصادية الإقليمية يضيف المصدر ذاته .
من جهة أخرى استغرب المصدر نفسه عن كيفية تولي هذا المسؤول الذي وصفه بـ ” الفاسد ” على تدبير ميزانية قطاع الصحة بعمالة المحمدية ، متسائلا في السياق ذاته ” هل يعتبر تعيين المعني بالامر من قبيل الخطأ الذي لم تنتبه إليه الإدارة والمسؤولون عن الموارد البشرية لوزارة الصحة؟! أم أن الأمر فيه محسوبية وزبونية، عملا بقاعدة “باك صاحبي”، خاصة وأن المعني بالأمر من “صحاب الزرود”، مردفا أن تعيين هذا الأخير في المحمدية يعد تعميق للفساد والإختلالات ونهب المال العام التي تعرفها المنظومة الصحية، مشيرا أن هذا الأمر سيؤجج الوضع وسيعطي شرارة الإحتجاج خلال الأيام القليلة القادمة .
يذكر أن قطاع الصحة في مدينة المحمدية، عرف مؤخرا تراكم العديد من المشاكل والاختلالات التي لا تساير تطور المنظومة الصحية والتي لا تقدم الخدمات الطبية اللازمة في أحسن الأحوال لساكنة العمالة، حيث سبق للعديد من هيئات المجتمع المدني والفعاليات الحقوقية والإطارات النقابية المحلية أن نظمت وقفات إحتجاجية مكثفة تعبر فيها عن تذمرها من ما يعيشه المجال الصحي من ” اختلالات ” .
يوسف نجيب