لا أحد يمكنه أن يوقف الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، عن دخول قصور الملوك، وتدبير الصفقات بملايير الدولارات، ولعب دوري رجل “المهمة المستحيلة” في دائرة إفريقيا/الشرق الأوسط. هذا على الأقل ما أكدته مصادر مقربة جدا من ساكن قصر “الإليزيه” السابق، نيكولا ساركوزي، الذي حلّ بداية هذا الشهر بمدينة مراكش للإشراف على فيلاه الخاصة التي تبلغ مساحتها 1500 متر مربع، وتقع في منطقة حدائق النخيل الفاخرة المعروفة بـ”المثلث الذهبي” للمدينة الحمراء، وتضم ثمانية أجنحة فخمة، وصالة تجميل وحوض سباحة بمساحة 21 مترا في سبعة أمتار وحديقة بها 600 نوع مختلف من الزهور.
ساركوزي، أو “ساركو” كما تصفه الصحافة الفرنسية عندما ترغب في تدليله، حلّ ضيفا على الإقامة الملكية بمنطقة “الجنان الكبير”، رفقة زوجته ذات الأصول الإيطالية، كارلا بروني، وطفلتهما “جوليا”.
مصادر قريبة جدا من الرئيس الفرنسي السابق، أكدت أن الأخير يستعد لجعل مدينة مراكش مقرا شبه رئيسي للإقامة من أجل خلق “بزنس ساركوزي” الخاص والمبني على إطلاق استشاراته الدولية، التي يعتمد فيها على شبكة علاقاته التي وصفها مصدرنا بـ”الرهيبة” في الشرق الأوسط، وإفريقيا.
“ساركو”، وحسب ذات المعطيات، بدأ بالفعل تقديم استشاراته لدولة قطر في صفقة اتصالات المغرب من خلال إقناع الدولة المغربية بجعل كفة القطريين تميل على حساب الإماراتيين خصوصا وان ساركوزي ـ حسب ذات المصادر ـ يُدرك أن الصفقة سياسية أكثر منها صفقة مالية يمكن أن تعقدها “فيفندي” بدون رضى المغرب الذي تشكل له “اتصالات المغرب” أذن أمنية داخلية، وذراعا جيو استراتيجي، في إفريقيا.
الرئيس الفرنسي السابق الذي يقضي أيامه في مراكش بين لعب التنس في النادي الملكي، والتجوال في شوارع المدينة الحمراء، ينتظر أن يلتقي في الأيام القليلة القادمة ـ حسب نفس المصادرـ أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي سبق أن عرض عليه تدبير صندوق استثماري قطري بقيمة 500 مليون دولار من اجل إنجاز مشاريع استثمارية في كل من المغرب واسبانيا والبرازيل، حسب ما أوردته صحيفة “الفايننشل تايمز” البريطانية المتخصصة في الاقتصاد.
ساركوزي، الذي “قلب” مفهوم السياسة عند الفرنسيين عندما تخلص من غبار “الديغولية” التي عاشت بها فرنسا لعقود، يعود اليوم ليوظف علاقاته في مجال “البزنس” انطلاقا من مراكش التي أصبحت قاعدة خلفية لـ”الملاحقين” في فرنسا مثل نيكولا ساركوزي، ودومينيك ستراوس كان. إنه سحر المدينة الحمراء القادرة على جمع شمل كل المتناقضات في آن واحد.