اخباركم : هيئة التحرير
صدر للباحث عبد الرزاق العكاري كتاب جديد يحمل عنوان “الرياضة في المغرب، نمط الحكامة وآفاق التنمية” عن دار النشر La Croisée des chemins. يستعرض فيه الأدوار المتعددة للرياضة كظاهرة مجتمعية، لها القدرة على استقطاب وإثارة اهتمام شريحة عريضة من الساكنة وآلية للتعبئة الاجتماعية. ويأتي هذا الإصدار أشهر قليلة على الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم بوصوله إلى المربع الذهبي لمونديال قطر 2022.
وسعى الكاتب من خلال هذا الإصدار الفكري إلى تقريب القارئ من مجال الرياضة وعلى وجه الخصوص أسسها ومكوناتها والأطراف الفاعلة فيها، وتحدياتها، وطريقة تنظيمها وتفاعلاتها المختلفة مع محيط في تحول مستمر.
وانطلق العكاري من ملاحظة بسيطة مفادها أن مجال الرياضة ولا سيما في المغرب، لا يزال في مرحلة انتقالية ويتطلب بناء جسور صلبة بين إدارته الاستراتيجية والعملية وضرورة الاعتماد على البحث العلمي الإجرائي لفهم أفضل لظاهرة الرياضة.
واتبع العكاري في إنجاز كتابه الذي يتضمن 400 صفحة من الحجم المتوسط، خيطًا ناظما وفقًا لمنهج تاريخي ووصفي ونقدي حول المكونات الأساسية للمنظومة الرياضية في المغرب. إذ يقربنا على المستوى الأول، من الرياضات التقليدية التي عرفها المغرب قبل الاستعمار. مما يعكس بلدا له إرث رياضي. كما أولى اهتمامًا بتحليل السياسات العمومية للرياضة التي تهدف إلى فهم آليات تدبير المرفق العمومي في المجال الرياضي، بمفهومه الأوسع (نشأته، والجهات الفاعلة فيه، وترابط أصحاب المصلحة، وجدولته، وعملية تنفيذه …).
وخصص حيزا لتحليل الإطار القانوني للرياضة في المغرب، الذي شكل أحد المشاريع ذات الطابع الاستعجالي، الذي انطلق مباشرة بعد المناظرة الوطنية حول الرياضة في أكتوبر 2008.
كما ركز الكاتب على موضوع الحكامة الرياضة في المغرب، حيث اعتبر بأنها ليست ترفا فكريا، بقدر ما هي حقيقة رياضية، ذلك أن النهج التقليدي في تدبير الأزمات قد استنفذ كل وسائله وأصبح عاجزا بالمرة على مواجهة تحديات وترقبات وإكراهات بيئة وطنية ودولية في تغير مستمر. مقترحا العمل على إرساء أسس الحكامة الجيدة التي تعد مدخلا ضروريا لخلق علاقة متوازنة بين الدولة والحركة الرياضية والأولمبية تتوخى تحقيق الإقلاع الرياضي المنشود.
بعد ذلك، قام الكاتب بدراسة أثر تنظيم التظاهرات الرياضية على البلاد رياضيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ودبلوماسيا، ودرجة انخراط الجهات الفاعلة خصوصا على المستوى الترابي في عملية التنظيم والتحقق من مسألة الإرث الذي خلفه هذا الحدث الرياضي على الساكنة.
وتجدر الإشارة إلى أن عبد الرزاق العكاري أستاذ التعليم العالي في إدارة المنظمات الرياضية. وفي رصيده أربعة كتب وعدة مقالات علمية حول السياسات العامة والحكامة الترابية في مجال الرياضة.
وسبق له أن شغل منصب مدير المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة.