الأستاذ محمد كماشين عضو بارز على الساحة الإعلامية الصحفية بمدينة القصر الكبير و أحد رجالات العمل الجمعوي الهادف على المستوى الإعلامي و الثقافي و المسرحي و هذا ما خول له في وقت سابق العمل على الانخراط الفعلي في تأسيس الجمعية المغربية للإعلام الوسائطي التي تتميز بملتقياتها الأدبية و الشعرية و الفنية و الإعلامية على الساحة المحلية كان آخرها “مهرجان القصر الكبير للشعر و الإبداع ” المقام على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع الأخير بدار الثقافة محمد الخمار الكنوني بالقصر الكبير و الذي لقي إقبالا واسعا و مكثفا على فعالياته كما عرف مشاركات وازنة لشاعرات و شعراء و أديبات و أدباء و فنانين و نساء و رجال الفكر و التاريخ و التربية و الإعلام و لتقريب متتبعي هذه الفنون كان “لجريدة أخباركم المغربية ” لقاء مباشر مع الأستاذ و الصحفي و العضو في الجمعية المغربية للإعلام الوسائطي محمد كماشين للرد على كل ما يحيط بهذا المهرجان من أسئلة .
– مهرجان القصر الكبير للشعر و الإبداع للجمعية المغربية للإعلام الوسائطي في صورة غير مسبوقة في تاريخ مهرجانات محلية من هذا النوع إن على مستوى مشاركة الشعراء و الفنانين أو على مستوى التنظيم و تسويق المهرجان أثناء و قبل تنظيمه، كيف تمكنت الجمعية من وضع هذا التصور ؟
* لقد سعت الجمعية المغربية للإعلام الوسائطي إلى عقد اجتماعات متواصلة مع شركائها كالجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة من أجل التخطيط الجيد للمهرجان ، باستحضار ما راكمته الجمعيتان من تجارب على مستوى تحضير وإعداد المهرجانات واللقاءات والندوات الفكرية ، وباستثمار محصلة التجربة الأولى التي كانت تحمل اسم (مهرجان القصر الكبير الدولي للشعر) والذي استضاف أكثر من 30 مشاركا ومشاركة ، فكان لابد أن نستفيد من هذه التجربة على مستوى تسويق المنتوج الثقافي ، وتوفير أحسن شروط العرض الفني ، وضمان راحة المتلقي ، وانتقاء قائمة المشاركين ثم الابتعاد عن عناصر التشويش والابتذال ، انسجاما مع قيمة الشعر كرسالة نبيلة وراقية، بالاضافة الى الانسجام والتوافق داخل المكتب الاداري للجمعية التي يرأسها الاخ والصديق البشير اليونسي
– لاحظنا كما لاحظ المتتبع طيلة أيام هذا المهرجان تنوعا على مائدته إذ جمع بين مختلف مكونات الفن بهذا المفهوم فكان الشعر و الإبداع و الذاكرة و الأمكنة التاريخية ما الهدف من هذا التنوع ؟ و ما هي أبعاده الفنية و الثقافية و الثراتية؟
*ولو أن للمهرجان طبيعة شعرية ، فإن الانفتاح على باقي ضروب الإبداع انطلاقا من اسم الجمعية كان ضروريا وملحا ، لذلك ركزنا على الصورة انسجاما مع شعار الدورة (الأدب ، الذاكرة والأمكنة )، فالذاكرة تختزن , وهذا الاختزان يتحول الى طاقة إبداعية إن على مستوى العين / الصورة ، او على مستوى التعبير سواء كان مثنا شعريا أو سرديا .
وإلى ذلك تضمن برنامج المهرجان الاحتفاء بأصوات إبداعية شعرية من حساسيات وأجيال مختلفة ، جميعها تنتسب للمدينة والإقليم وفي ذلك إشارة إلى أن حدائق اوبيدوم نوفوم وهسبيريدس باستطاعتهما أن تضوعا الربوع بمنجز شعري تعدى صيته حدود الموطن والوطن ، الى جانب ندوة فكرية في موضوع الادب الذاكرة والأمكنة أثرى نقاشها باحثون يعترف لهم الجميع بالكفاءة والاستقامة الفكرية، مع تنظيم لقاء مع وزير سابق ( محمد الاشعري ) للوقوف على تجربته في الكتابة ، وتقييمه لمواقف انخرط في تحريكها ،..وتبقى الغاية من كل هذا التنوع أعطاء المتلقي الفسحة التي تستهويه…
– تجمع ردود الأفعال التي قوبل بها مهرجان القصر الكبير للشعر و الإبداع على أنه خرج عن النص الواحد من خلال المشاركة في موائده و إدارة فقراته و مداخلات المتتبعين ما هي الرسالة المراد إيصالها من وراء هذا التوجه الذي اعتبرته ذات الردود نوعيا ؟
*كما سبق وأن أشرت ، البحث عن التنوع كان استراتيجية الهدف منها النأي عن التنميط واحترام الأذواق ، وتقديم طبق مغاير على امتداد أربعة ايام كاملة استطاعت أن تجلب إليها جمهورا محترما وجد ذاته في الفقرات المقدمة ، فلو اقتصرنا على منتوج ثقافي واحد لغادرنا المتلقي عند استنفاذ فقرات اليوم الاول ولم يعد !! وهكذا شارك معنا من الشعراء مصطفى الشريف الطريبق، نجية الاحمدي، امل الطريبق ،سعاد زكي ، رباب بن قطيب، وداد بن موسى، امل الاخضر ،سعاد الطود ، محمد بن قدور الوهراني ، الطيب المحمدي ، محمد عابد ، نور الدين الدامون ، ومن النقاذ والباحثين والمبدعين مصطفى الغرافي ، محمد الاشعري ، راضية العمري ،عبد السلام دخان ، رشيد الجلولي ، سمية نخشى ، جهاد البدوي ، محمد اكرم الغرباوي …
– نجاح هذا المهرجان لا يعني بالضرورة غياب عامل الإكراهات أمام الجمعية المغربية للإعلام الوسائطي صاحبة التنظيم خاصة على مستوى البنى التحتية لأرض المهرجان ما هي طبيعة هذا العامل ؟ و ما طبيعة الرسالة التي يمكن قراءتها من وراء هذا العامل من قبل المسؤولين عن الشأن العام في هذا الباب ؟
*كما أقول دائما ، البنية الثقافية منظومة لا تتجزأ ، فلا يكفي أن نبني دارا للثقافة ، أو مسرحا وننصرف ، إذ لابد من توفر مرافق سياحية محترمة للإقامة ، ومحلات الترفيه ، ومكتبات ، ومتاحف ، حتى يجد المشاركون مبتغاهم ويفكروا في العودة للمشاركة عند أول دعوة توجه لهم ، أما في حالة القصر الكبير فالمدينة تفتقد لكل ما ذكرته سابقا ، لدرجة أن البعض من المشاركين القادمين من مدن أخرى حجزنا لهم الإقامة بمدينة العرائش ولعل في ذلك حرمان الدورة الاقتصادية المحلية من موارد هي في حاجة إليها . ومع الأسف ما ينطبق على الثقافة ينسحب بالضرورة على القطاعات الأخرى من رياضة ، ومعارض تجارية وغيرها ، وقد حملت شخصيا هذا السؤال لوزير الثقافة السابق السيد محمد الأعرج ، فما كان له ألا أن رمى بالكرة لمعترك مديري الشأن العام المحلي.
– كيف تقيمون كمنسق عام للمهرجان و كفاعل إعلامي محليا و ووطنيا ، و كمتتبع لهذا النوع من المهرجانات على الصعيدين الجهوي و الوطني حصيلة مهرجان القصر الكبير للشعر و الإبداع و ما هي نظرة الجمعية للقادم من مهجراناتها على ضوء هذه الحصيلة ؟
*في اعتقادي الحصيلة إيجابية جدا بالنظر للجمهور الذي تابع فقرات المهرجان ، ولقيمة العروض الفكرية المقدمة ، ولطبيعة المنتوج الشعري المتميز ، في وقت يتم فيه الاعتراف بصعوبة تنظيم المهرجانات ذات الطبيعة الثقافية حتى لكأننا نكاد ننقش على الحجر .
نجاح مهرجان القصر الكبير للشعر والإبداع سمح برفع التحدي مستقبلا أمامنا كمنظمين ، فلم يعد مسموحا أمامنا النزول عن هذا المستوى.
– ماذا تقول عن الأسماء المشاركة في فعاليات هذا المهرجان من شاعرات و شعراء و أديبات و أدباء و فنانين و تلك التي أدارت فقراته إلى جانب انطباعكم عن جهود باقي أعضاء جمعيتكم في التنظيم و المشاركة .؟
*لقد أوكلنا – داخل الجمعية- اختيار المشاركين في مهرجان هذه السنة إلى لجنة علمية راعت في اختياراتها معايير احترمناها جميعا، وهذا لم يمنع من استشارة أصدقاء وزملاء لهم خبرة وتجارب ومعرفة بخبايا المهرجانات. ونحن بذلك لم نغلق الباب أمام باقي الطاقات ، فلطبيعة تنظيم المهرجانات اقتصرنا على عدد محدد سلفا، مع ترك الباب مشرعا خلال المهرجانات القادمة ، وهي فرصة مواتية للاعتذار لبعض الاسماء التي كانت تود المشاركة لكننا لم نستطع استيفاء الرغبات ليس تنقيصا من قيمتها بل لأسباب ترتبط بإمكانات الجمعية