أكدة مصادر إعلامية، أن الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، معبرا له عن دعمه و”تقديره التام” و”ثقته الكبيرة” للحكومة التي يقودها، على خلفية النزاع الدائر بين الحكومة وحزب الاستقلال والذي تجلى في إعلان “الاستقلال” الانسحاب من الحكومة.
وقالت جريدة “مغرب انتليجانس” الإلكترونية، أن الملك بادر إلى الاتصال برئيس الحكومة، قبل أيام من مقر إقامته بباريس، معتبرة أن الأمر ليس جديدا “فالاتصالات بين الملك الذي هو رئيس الدولة ورئيس حكومته مستمرة وعادية ولم يعترها أي تغيير بسبب الأزمة الأخيرة”.
وسجل المصدر ذاته، أن الاتصال الملكي جاء في سياق دعم الحكومة وطمأنة رئيسها ودعوته إلى ضرورة العمل على الحفاظ على السير العادي للمؤسسات الحكومية، واصفة الاتصال بأول خروج للقصر عن صمته تجاه الأزمة الأخيرة، ومشيرة إلى أن التدخل الملكي يعد انتصارا “للشرعية الديمقراطية”، التي تمثلها الحكومة المنتخبة شعبيا.
واعتبرت مصادر الجريدة المذكورة، أن التدخل الملكي جاء لحماية رئيس الحكومة بن كيران من هجمات زعيم حزب الاستقلال حميد شباط، الذي جعل الحكومة الحالية هدفا لهجماته منذ وصوله إلى قيادة حزب الميزان، مُرجعة أسباب تعليق قيادة الاستقلال قرار انسحابها من الحكومة إلى سبب معلن هو رغبة القيادة في لقاء مع الملك حين عودته، والثاني غير معلن ويعود إلى مضمون الاتصال بين الملك وشباط حيث أكدت أن الملك كان “غاضبا” من زعيم الاستقلال.
وذهبت المصادر نفسها فيما نشرت إلى أن “الغضبة الملكية” تعود أساسا إلى اتهام قرار “الاستقلال” باختيار إحراق الساحة السياسية في المغرب، في وقت دقيق يمر منه المغرب، يواجه فيه تحديات خطيرة على المستويات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية، مبرزة أن القصر رغم رغبته في عدم إعلان موقفه من الأزمة الحالية بشكل علني، إلا أنه اختار في هذه الأزمة الانحياز الاستقرار والاستمرارية الذين تمثلهما استمرارية الحكومة.
وشددت ذات المصادر على أن هذا الموقف قضى على أحد احتمالين كانا إلى وقت قريب قائمين الأول يتعلق بتعديل وزاري جديد، والثاني قيام حكومة وحدة وطنية.
هذا وكان رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قد كشف في اجتماع الخميس الماضي للمجلس الحكومي، أن الحكومة “تتمتع بثقة جلالة الملك”،وأنها ستواصل عملها في إطار تنفيذ الإصلاحات الكبرى” حسب ما نقله مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة.