أظهرت صورة للملك محمد السادس رفقة كل من الكوميدي المغربي جمال الدبوز ونجم البوب والروك الفرنسي “ميشال بولناريف” بأحد المقاهي الباريسية عن مجموعة من الكتب الفرنسية التي يقرئها الملك كانت موضوعة على الطاولة.
و يعود الكتاب البارز في الصورة إلى الكاتب و المفكر الشاب المغربي رشيد بنزين، الذي ينحدر من مدينة القنيطرة، ويعيش حاليا في فرنسا، يحمل عنوان “المفكرون الاسلاميون الجدد”، الصادر باللغة الفرنسية سنة 2004 .
واهتم رشيد بنزين بالدراسات النقدية للتراث الديني ،و تناول من خلاله بالدراسة والتحليل نظريات عدد من المفكرين قدموا قراءات جديدة للنص القرآني والتراث الديني بشكل عام وهم : عبد الكريم سروش –إيران-، محمد أركون –الجزائر-، عبد المجيد شرفي-تونس-، أمين الخولي، محمد خلف الله ونصر حامد أبوزيد –مصر-، فضل الرحمان-باكستان- وفريد إسحاق-هندي من جنوب إفريقيا-.
الفكرة الرئيسية للكتاب كما يتبين من مدخله إثبات أنه في مقابل صورة الإسلام المستعمل لخدمة سلطة فقهية ما أو إيديولوجية ما أو نظام سياسي ما والتي تحتل المكانة الأوسع في الحقل الإعلامي والأكاديمي أحيانا في كل من أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، هناك قراءات معرفية مختلفة للتراث الإسلامي تواكب التطورات الحديثة في العلوم الإنسانية وثوراتها المختلفة، متجاوزة بذلك احتكار الفقهاء للمعرفة الدينية .
ومن الأفكار الأساسية التي ركز عليها رشيد بنزين في كتابه، تأكيده أنه رغم اختلاف اللغات والفضاءات الجغرافية وحقول البحث والمقاربات المنهجية المتبعة، يلتقي “مفكرو الإسلام الجدد” في كونهم لم يعتمدوا في دراستهم للمعرفة الدينية على المناهج المستخدمة والمعاد إنتاجها داخل المؤسسات الدينية التقليدية، بل انفتحوا على الدراسات الأكاديمية والمناهج الحديثة في مجال العلوم الإنسانية، ولم يتناولوا التراث الديني تناولا جزئيا وفق جانب معرفي أو عملي ما أو مذهب فقهي أو كلامي ما، بل درسوه في كليته من حيث مصادره ومعارفه الأساسية من فقه وكلام وفلسفة وتصوف.