الرئيسية » الحوار الصحفي » علي لطفي : فمن واجب الحكومة محاربة الفقر والهشاشة وتوفير الأمن الغذائي والصحي للجميع

علي لطفي : فمن واجب الحكومة محاربة الفقر والهشاشة وتوفير الأمن الغذائي والصحي للجميع

ما هي برأيك العوامل التي أدت إلى عودة أمراض الفقر؟
مما لا شك فيه أن هناك عدة عوامل اقتصادية واجتماعية وصحية وثقافية وبيئية أدت مجتمعة إلى عودة ما يسمى أمراض الفقر بالمغرب. من بين أبرز هذه الأسباب ارتفاع معدلات الفقر باعتبار أن ما يرافق الفقر من ضغوط نفسية واجتماعية قد يزيد من مخاطر التعرض إلى العديد من الأمراض. تنضاف إلى ذلك أيضا الأمية والجهل، علاوة على ضعف الرعاية الصحية وتخلي وزارة الصحة عن أهم البرامج الوقائية الصحية ذات الأولوية في محاربة أمراض الفقر وضعف الخدمات الصحية والعلاجات المقدمة، ما أدى بالتالي إلى عودة أمراض الفقر التي سبق أن تم الحد منها أو القضاء عليها في فترات سابقة، خاصة في البوادي وهوامش المدن.
من بين العوامل الأخرى، ما يتعلق أساسا بنمط العيش، كسوء التغذية والاستهلاك المفرط والإدمان على المخدرات والكحول، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، وافتقار نسبة كبيرة من المدن والبوادي للصرف الصحي، فضلا عن التدهور البيئي.

ما هي أبرز هذه الأمراض، ومن هم أكثر ضحاياها؟
كشفت عدة تقارير أن المغرب يعد من بين الدول التي تتعرض لأمراض الفقر، سيما الأوبئة التي يفترض أنها اندثرت وتم القضاء عليها أو الحد منها بنسبة كبيرة منذ عقود، مثل داء السل الرئوي حيث كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية برسم 2017 عن ارتفاع عدد الوفيات إلى 3400 وفاة بداء السل وجزء من هذه الفئة مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة “السيدا”. كما كشف التقرير ذاته عن رقم مهول حيث ارتفع عدد الإصابات الجديدة إلى 36 ألف حالة إصابة خلال 2016، كما استمرت أمراض السيدا والتيفويد والتهاب السحايا والليشمانيا والجذام في الارتفاع، وتكفي العودة إلى أرقام ومعطيات مديرية الأوبئة للسنة الماضية، لتأكيد هذا الواقع المخيف.
المؤسف أكثر، هو أن أكبر ضحايا هذه الأمراض، هم الأطفال، إذ حذر تقرير صدر عن منظمة اليونسيف المغرب من ارتفاع وفيات الأطفال الرضع بسبب الفقر. وأثبتت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة فقيرة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين.

ما الذي يتعين القيام به للتخلص من هذه الأمراض، علما أن وزارة الصحة سبق أن وضعت العديد من البرامج يبدو أنها كانت بدون جدوى؟
أمراض الفقر تتسبب في وفاة 3 ملايين شخص سنويا بالدول النامية. لذلك أوصت المنظمة العالمية للصحة بتقوية الأنظمة الصحية ودعم العلاجات المكافحة لأمراض الفقر التي تشمل السل الرئوي والايدز والملاريا، ومكافحة الفيروسات، خاصة المقاومة للمضادات الحيوية ومكافحة الأمراض الميكروبية عبر برامج صحية فعالة، كما كان في السابق وضرورة تخفيض أسعار الخدمات الصحية والعلاجات، خاصة الأدوية التي تظل أسعارها مرتفعة جدا وجعلها في متناول الجميع، وتطوير برامج العلاجات الوقائية عن قرب والفعالة ضد أمراض الفقر.
وباعتبار أن الحالة الصحية تكون أكثر تدهورا كلما كانت الفئات في وضع اجتماعي واقتصادي متدن، فمن واجب الحكومة محاربة الفقر والهشاشة وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين وتوفير الأمن الغذائي والصحي للجميع.

 

الصباح

عن أخباركم

شاهد أيضاً

اخباركم : متابعة تمكنت عناصر الشرطة بمنطقة أمن عين السبع الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *