باريس – حضر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي، ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، بعد زوال اليوم الثلاثاء بباريس، أشغال قمة المناخ الدولية “وان بلانيت ساميت “.
وأكد على أن ” صاحب الجلالة الملك محمد السادس يظهر كيف أن قضية المناخ قضية كونية، وتهم جميع البلدان في الجنوب والشمال”.
كما أبرز حضور صاحب السمو الملكي، ولي العهد، الأمير مولاي الحسن ” كإشارة قوية لانخراط الشباب ” من أجل قضية المناخ.
وقال” اسمحوا لي أيضا بالتأكيد على أن حضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن إشارة قوية لانخراط الشباب من أجل الدفاع عن مستقبل الأرض “.
وفي بداية حفل الافتتاح الذي تميز بكلمات لكل من الرئيس الفرنسي، والأمين العام للأمم المتحدة أونطونيو غوتيريز، ورئيس البنك العالمي جيم يونغ كيم، حضر رؤساء الدول والوفود عرض شريط فيديو حول المصادقة في 12 دجنبر 2015 على اتفاقية باريس حول المناخ.
وتعكس مشاركة جلالة الملك في هذه القمة العالمية، التي تروم تعزيز التعبئة حول مبادرات ومشاريع ملموسة، من خلال التأكيد بشكل خاص على التمويل، حرص جلالته الدائم على الانخراط وتشجيع المبادرات العملية لفائدة الحفاظ على البيئة، وبلوغ الأهداف المرتبطة بالالتزامات التي خرجت بها مختلف مؤتمرات المناخ، وخاصة مؤتمر مراكش والذي برز فيه المغرب كفاعل أساسي ملتزم بمحاربة التغيرات المناخية.
وتجسد مشاركة جلالة الملك في هذه القمة المصيرية حول الأرض، التي تروم توحيد المبادرات العالمية لفائدة قضية المناخ، بشكل جلي الاهتمام الخاص الذي يوليه المغرب لهذه القضية الحيوية بالنسبة للإنسانية. ويتجلى أيضا هذا الاهتمام من خلال المبادرات المتعددة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة إفريقيا على الخصوص، كما تشهد على ذلك المبادرة الثلاثية التي أطلقها جلالته بمناسبة الكوب 22 والتي تهدف إلى تكييف الفلاحة بإفريقيا لمواجهة التغيرات المناخية.
وقد زادت وتيرة انخراط المملكة لفائدة قضية المناخ بعد مؤتمر (الكوب) بباريس، ومراكش وبون تحت رئاسة جزر الفيجي من خلال مبادرات ومواقف شجاعة بهدف تعبئة الجهود الدولية في مجال محاربة التغيرات المناخية، وخاصة التمويلات المطلوبة من أجل القيام بمبادرات ملموسة للحد من المخاطر التي تهدد الأرض.وعلى المستوى الوطني، تشكل قمة (وان بلانيت ساميت) فرصة بالنسبة للمغرب لإبراز بشكل ملموس انخراطه لتعبئة جميع الوسائل، وخاصة المالية منها، من أجل المساهمة في الجهود العالمية لمحاربة التغيرات المناخية.
وتتناول المملكة قضية تمويل المناخ بالتزام وطني ببلوغ 52 في المائة من الكهرباء عن طريق الطاقات المتجددة في أفق 2030، والتقليص بنسبة 42 في المائة من انبعاثات المسببة للاحتباس الحراري في أفق 2030 أيضا. ويتطلب تحقيق هذا الهدف غلافا ماليا يقدر ب 45 مليار دولار.
وبالفعل، فإن المغرب يعد أول مستفيد من الصندوق الأخضر من أجل المناخ، الذي صادق على 21 مشروعا مغربيا من بين 54 مشروعا إفريقيا.
وهكذا، يمكن للمملكة أن تفتخر اليوم بكونها أصبحت أحد الفاعلين الأكثر نشاطا على المستوى العالمي في مجال الحفاظ على البيئة، بالنظر لوعيها المبكر بالتحديات الكبرى للتنمية المستدامة والتي جاءت في صلب المشاريع التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.وسيواصل المغرب، بعزم كبير مشاريعه المندرجة في مخططاته الوطنية من أجل المحافظة على البيئة وسيستمر ، بنفس وتيرة الانخراط، في تحسيس الوعي الدولي من أجل بلوغ أهداف اتفاق باريس من أجل تقليص ارتفاع متوسط حرارة الأرض إلى أقل من درجتين وإلى 5ر1 إن أمكن.
وتأتي قمة (وان بلانيت ساميت) والتي التأمت بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أسابيع قليلة فقط بعد انعقاد الكوب 23 في بون (7 – 16 نونبر)، وفي أفق استحقاقات مهمة خلال السنتين المقبلتين، وخاصة قمة الفاعلين غير الحكوميين في شتنبر 2018 بكاليفورنيا، وكوب 24 في دجنبر 2018 ببولونيا وقمة الأمم المتحدة للمناخ في شتنبر 2019.
وتسعى قمة باريس لأن تندرج في قلب الأجندة الدولية من أجل المناخ، كما تطمح لأن تصبح مناسبة لتأكيد ريادة جديدة. ويشارك في هذه القمة مجموعة من رؤساء الدول والحكومات، ومسؤولين سامين بمؤسسات دولية (بنوك التنمية، منظمات دولية، مقاولات، صناديق، بنوك استثمارية، وحكومات محلية).
و م ع