الرئيسية » مجتمع » الملك محمد السادس : هذا الوضع لايمكن أن يستمر لأن الأمر يتعلق بمصالح الوطن والمواطنين
.

الملك محمد السادس : هذا الوضع لايمكن أن يستمر لأن الأمر يتعلق بمصالح الوطن والمواطنين

وجه الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى 18 لإعتلائه سدة الحكم إلى كل السياسيين والإداريين المتهاونون والمتقاعسون والمتماطلون في عملهم تجاه المواطنين صفعة قوية ورسائل شديدة اللهجة قائلا : إذا أصبح ملك المغرب غير مقتنع بالطريقة التي تُمارس بها السياسة ولايتق في عدد من السياسيين فماذا يبقى للشعب، لكل هؤلاء أقول كفى واتقوا الله في وطنكم، إما أن تقوموا بمهامكم كاملة وإما أن تنسحبوا، فالمغرب له نساؤه ورجال صادقون….

ولكن هذا الوضع لايمكن أن يستمر لأن الأمر يتعلق بمصالح الوطن والمواطنين، وزاد في قوله ” أنا أزن كلامي وأعرف ما أقول لأنه نابع من تفكير عميق…” مضيفا ” على كل مسؤول أن يمارس صلاحياته دون إنتظار الإذن من أحد . وفِي رسالة أخرى حذّر الملك هؤلاء السياسيون الإنتهازيون والإداريون المتخاذلون من الإختباء وراء القصر الملكي في تصريحاتهم الإعلامية في المستقبل قائلا : ” إن اختياراتنا التنموية تبقى عموما صائبة، إلا أن المشكل يكمن في العقليات التي لم تتغير في القدرة على التنفيذ والإبداع، فالتطور السياسي والتنموي الذي يعرفه المغرب لم ينعكس بالإيجاب على تعامل الأحزاب والمسؤولين والسياسيين والإداريين مع التطلعات والإنشغالات الحقيقية للمغاربة، فعندما تكون النتائج إيجابية تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون إلى الواجهة للإستفادة سياسيا وإعلاميا من المكاسب المحققة، أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي يتم الإختباء وراء القصر الملكي وإرجاع كل الأمور إليه،

وهو مايجعل الموطنين يشتكون إلى ملك البلاد من الإدارات والمسؤولين الذين يتماطلون في الرد على مطالبهم ومعالجة ملفاتهم يلتمسون منه التدخل لقضاء أغراضهم، والواجب يقتضي أن يتلقى المواطنون أجوبة مقنعة وفِي آجال معقولة عن تساؤلاتهم وشكاياتهم…،

مشيرا أنه وأمام هذا الوضع فمن حق المواطن أن يتساءل : ” ما الجدوى بوجود مؤسسات وإجراء انتخابات وبتعيين الحكومة ووزراء والولاة والعمال والسفراء والقناصلة، إذا كانوا هم في واد وهموم الشعب المغربي في واد آخر !!؟، مؤكدا أن ممارسة بعض المسؤولين المنتخبين تدفع عددا من المواطنين وخاصة الشباب للعزف عن الإنخراط في العمل السياسي وعن المشاركة في الإنتخابات، لأنهم بكل بساطة لايثقوا في الطبقة السياسية موضحا أن بعض الفاعلين أفسدوا السياسة وانحرفوا بها عن جوهرها النبيل يضيف ملك البلاد .

من جهة أخرى نبه الملك هؤلاء السياسيون من التعامل مع المواطنين بطرق ملتوية ومخالفة للقانون دون وخزة ضمير ولا حمرة خجل من أنفسهم قائلا : ” أنا لا أفهم كيف لا يستطيع أي مسؤول لا يقوم بواجبه أن يخرج من بيته ويستقل سيارته ويقف في الضوء الأحمر وينظر للناس، دون خجل ولاحياء وهو يعلم بأنهم يعرفون بأنه ليس له ضمير، وأضاف الملك : ” ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم، رغم أنهم يأدون القسم أمام الله والوطن والملك ولايقومون بواجبهم،

ألا يجدر أن تتم محاسبة أو إقالة أي مسؤول إذا تبث في حقه تقصير أو إخلال في النهوض بمهامه، مشددا عن ضرورة التطبيق الصارم لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل الأول من الدستور التي تنص على ” ربط المسؤولية بالمحاسبة ” ، وزاد في قوله ” لقد حان الوقت للتفعيل الكامل لهذا المبدأ، فكما يطبق في القانون على جميع المغاربة، يجب أن يطبق أولا على كل المسؤولين بدون إستثناء أو تمييز وبكافة مناطق المملكة، مردفا ” إننا في مرحلة جديدة لافرق فيها بين المسؤول والمواطن في حقوق وواجبات المواطنة، ولا مجال فيها للتهرب من المسؤولية أو الإفلات من العقاب….

وفِي الختام وجه الملك انتقادات لاذعة إلى بعض من وصفهم بـ ” الآدميين ” الذين يرفضون قول الحقيقة للشعب المغربي قائلا : ” إن تراجع الأحزاب السياسية وممثليها عن القيام بدورها عن قصد وسبق إصرار أحيانا وبإنعدام المصداقية وغيرة وطنية أحيانا أخرى قد زاد من تأزيم الأوضاع، وأمام هذا الفراغ المؤسف والخطير وجدت القوات العمومية نفسها وجها لوجه مع الساكنة فتحملت مسؤوليتها بكل شجاعة وصبر وضبط للنفس والتزام بالقانون في الحفاظ على الأمن والإستقرار، وهنا أقصد الحسيمة رغم أن ما وقع يمكن أن ينطبق على أي منطقة أخرى، وذلك عكس ما يدعيه البعض من لجوء إلى مايسمونه بـ ” المقاربة الأمنية ” وكأن المغرب فوق بركان وأن كل بيت وكل مواطن له شرطي يراقبه، بل هناك من يقول بوجود تيار ” متشدد ” وآخر ” معتدل ” يختلفان بشأن طريقة التعاون مع هذه الأحداث وهذا غير صحيح تماما،

مؤكدا أن الحقيقة هو أنه هناك توجه واحد والتزام ثابت هو تطبيق القانون واحترام المؤسسات وضمان الأمن للمواطنين وصيانة ممتلكاتهم، مشيرا أن المغاربة يعرفون أن أصحاب هذه الأطروحة المتجاوزة يستمدونها كرصيد لـ ” الإسترزاق ” وكلامهم ليست له أي مصداقية، وكأن الأمن والمسؤول عن تسيير البلاد يتحكم في الوزراء والمسؤولين وهو أيضا الذي يحدد الأسعار الخ..في حين أن رجال الأمن يقدمون بتضحيات كبيرة ويعملون ليل نهار في ظروف صعبة من أجل القيام بواجبهم في حماية أمن الوطن وإستقراره داخليا وخارجيا والسهر على راحة وطمأنينة المواطنين وسلامتهم ومن حقهم وواجبهم أن يفتخروا بأمنهم يضيف الملك محمد السادس .

 

يوسف نجيب

عن أخباركم

شاهد أيضاً

اخباركم : متابعة تمكنت عناصر الشرطة بمنطقة أمن عين السبع الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *