من الكذب والافتراء إلى الاستهزاء والإساءة إلى رموز المملكة، يستمر الإعلام الجزائري الموالي للنظام العسكري الحاكم في بث سمومه بتطاوله على الملك محمد السادس، ونشر الأكاذيب في ما يخص قضية الصحراء المغربية؛ وهو ما خلّف موجة غضب عارمة وسط المغاربة، الذين يتشبثون بمطلب استدعاء السفير الجزائري وتجميد العلاقات.
وتطاولت قناة “الشروق” الجزائرية، في برنامجها “ويكند ستوري”، على شخص الملك محمد السادس عبر تجسيده في دمية كرتونية، بمشاركة سليمان سعداوي، النائب عن حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر؛ بينما طالبت شرائح مختلفة من المجتمع بـ”استدعاء السفير الجزائري وقطع العلاقات مع النّظام العسكري”.
وتوحّد المغاربة خلف “هاشتاغ” “الملك خط أحمر” في إشارة إلى وقوف المغاربة إلى جانب الملك محمد السادس والتشبث به في ظل الهجمة الإعلامية “الهوجاء” التي يقودها الإعلام العسكري الجزائري ضد مصالح المملكة، حيث اشتدت حدتها منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
وليس هذه المرة الأولى التي يبث فيها الإعلام العسكري سمومه ضد الوحدة الترابية ورموز المملكة؛ فقد سبق للبرنامج السياسي نفسه أن قدّم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، على شكل “دمية” في الحلقة السّابقة، بينما يقوم البرنامج التلفزيوني ذاته بتحوير الحقائق والترويج لأطروحة الانفصال بشكل علني بدون أي رقابة على برمجته وضيوفه.
أحمد مفيد، الأستاذ الجامعي المتخصص في القانون، أكد أن “ما قامت به قناة “الشروق” الجزائرية يستحق الإدانة؛ وهو في حقيقته يعبر عن حقد دفين تجاه المغرب، على الرغم مما قام به المغاربة من أجل تحرير الجزائر”، وتابع قوله: “يجب أن يعي حكام الجزائر وأبواقهم الإعلامية بأن المغاربة مجمعون على ثوابتهم؛ وفي مقدمتها النظام الملكي، والوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
وأوضح مفيد أنّه “أمام هذا الجنون الذي أصاب المؤسسات الرسمية العسكرية والمدنية بالجزائر والمؤسسات الإعلامية التابعة لها، نقول لهم بأن الخيار الإستراتيجي الذي اختاره المغاربة بقيادة الملك محمد السادس هو خيار التنمية والديمقراطية والحرية والوحدة والتعاون والتضامن”.
“على الجزائر أن تهتم بمشاكلها الداخلية، وأن ترجع إلى جادة الصواب بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن ترفع يدها عن الجبهة الانفصالية”، يقول مفيد، مضيفا “رغم ادعاءات الجزائر، فالواقع يبين بشكل لا لبس فيه بأنها هي الطرف الحقيقي في نزاع الصحراء المغربية، وهي من يعرقل إيجاد حل سياسي سلمي لهذا النزاع”.
من جانبه، توقف المحلل السياسي عمر الشرقاوي عند تحريك المتابعة القانونية ضد قناة “الشروق” المقربة من النظام العسكري الجزائري، وقال بأن “المؤسسات الرسمية الجزائرية لا دخل لها بجلسة السخرية المنحطة التي قامت بها قناة “الشروق” في حق شخص ملك البلاد، وإن ذلك مجرد تهور من قناة يعلم الجميع امتداداتها في قصر المرادية؛ فالدولة الجزائرية لها مسؤولية قانونية في تحريك المتابعة في حق تلك القناة وتطبيق المادة 123 من قانون الإعلام وترتيب العقوبات التي تطال وسائل الإعلام التي تهين رؤساء الدول”.
وعمد مجموعة من “الفيسبوكيين” المغاربة إلى توحيد صورة “البروفايلات” على صفحاتهم الخاصة بصور الملك محمد السادس، مرفقة بتعاليق من قبيل: “التطاول على رموز البلاد خط أحمر”، و”لا عزاء للحاقدين”، و”كلنا مع الملك محمد السادس”.
وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، أكد أن الجزائر عبأت، في الأسابيع الأخيرة، كل مؤسساتها الرسمية للإدلاء بتصريحات حول الصحراء المغربية، وأصبحت تُوليها أهمية أكبر من شؤونها الداخلية وحتى قضية فلسطين.